تحاشى عبد القادر بن صالح، الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي، الخوض في الأزمة التي أفضت إلى استقالة أحمد أويحيى، وحرص على التأكيد بأن الحزب يظل داعما للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وسياساته، وحذر من الحساسيات بين الطرف الذي دفع أويحيى إلى التنحي والفريق المحسوب على الأمين العام. حمل خاطب قرأه بن صالح، أمس، على إطارات الأرندي بمقره بالعاصمة، بمناسبة مرور 16 سنة على تأسيسه، دعوة إلى طي الخلاف ''لأن المناسبة ليست مناسبة لتوجيه اللوم لهذا الطرف أو ذاك، أو تحميل المسؤولية لهذه الجهة أو تلك، بل المناسبة للدعوة إلى التقارب وإلى توحيد الصفوف''. وقال إن المطلوب ''استخلاص الدروس من الصفحة المعاشة لتجنب الوقوع فيها مرة أخرى''. ولأول مرة يتحدث بن صالح عن الاضطرابات التي عرفها الأرندي، منذ أن أمسك بقيادة الحزب عقب تنحي أويحيى تحت ضغط ''حركة إنقاذ الأرندي''، التي حضر كل أعضائها، وبدوا أكثرية في مقر الحزب مقارنة بمن يصنفونهم موالين لأويحيى. وسعى بن صالح في خطابه إلى التقليل من حدة الحساسية بين الطرفين قائلا: ''لن أخوض في أسباب الأزمة أو في مسبباتها، لأنكم تعرفونها وليس الوقت مناسبا للخوض فيها، وقد نتناولها في مناسبات أخرى. المهم والمطلوب هو الحفاظ على وحدة صفنا وتعزيز الانسجام''. ودعا بن صالح إلى الاستعداد لدورة المجلس الوطني، التي ترجح مصادر بالحزب عقدها نهاية مارس المقبل. ويكون الاستعداد، حسب أول شخص ترأس الأرندي عند تأسيسه، ب''توفير الأجواء المناسبة وتأمين المناخ المواتي والبنّاء''. وأشار إلى لجنة تحضير المؤتمر التي ستتشكل بعد اجتماع المجلس الوطني، وبعدها ينطلق الإعداد للجلسات التي يرتقب أن تكون قبل نهاية الصيف. وحول هذا الموضوغ بالذات، قال بن صالح إن ''كل واحد منكم سيجد مكانه للعمل في إطاره في مختلف النشاطات المقررة فيه''. ويحمل هذا الكلام خوفا من رغبة جامحة لدى فريق يحيى فيدوم، في إبعاد كل المحسوبين على الأمين العام السابق من عملية التحضير للمؤتمر. ووعد بن صالح ب''تقييم الإخفاقات والنجاحات'' خلال المؤتمر الذي سينتخب أمينا عاما ومكتبا جديدين. ويرى الأمين العام بالنيابة أن الجزائر ''محتاجة اليوم إلى الأرندي ليكون قوة فاعلة، ومشاركة في عملية البناء والتشييد''. وبخصوص خط الحزب السياسي، فقال إنه سيبقى منخرطا في برنامج رئيس الجمهورية الحالي. وأضاف بن صالح بأن منسقي الحزب بالولايات مدعوون إلى ''فتح الباب أمام المناضلات والمناضلين للملمة الصفوف والابتعاد عن محاولات الإقصاء، والمطلوب فتح الصدر والذراع لكل واحد يريد النضال في صفوف الأرندي''.