صرح كمال رزاق بارة، المستشار بالرئاسة مكلف بملف محاربة الإرهاب، أن السلطات ''سجلت بالسجون توسع انتشار نماذج وانحرافات، تشجع عددا من الشباب على التطرف العنيف انطلاقا من تصور أو تأويل خاطئ لرسالة دينية''. قال رزاق بارة، أمس، للصحافة بالمركز الإفريقي للبحوث والدراسات حول الإرهاب، الواقع بالضاحية الشرقية للعاصمة، أن ''الوقاية من الإرهاب تطرح سلسلة من الإشكاليات، وهي تتطلب أجوبة واضحة من شأنها التصدى لهذه الظاهرة التي تفضي إلى انحراف عدد من الأشخاص، خصوصا لدى فئة الشباب، نحو التطرف الديني''. وذكر المستشار بالرئاسة، في خطاب ألقاه على المشاركين في ورشة تناولت ''إعادة تأهيل وإدماج الإرهابيين والمتطرفين المسجونين في دول شمال إفريقيا والساحل''، أن الجزائر تفطنت مبكرا إلى ضرورة وضع إطار قانوني ملائم من أجل محاربة ناجعة لظاهرة الإرهاب''. وأوضح بأن الجزائر ''بفعل مواجهتها المباشرة مع الإرهاب، قد تزودت في مرحلة مبكرة بمجموعة من القوانين للتصدي لهذه الجريمة العابرة للأوطان''. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن بارة قوله إن الجزائر وضعت النظام القانوني المتعلق بالإرهاب ''طبقا لنظامها الدستوري ووفقا للمعايير وللقواعد الدولية المعمول بها في هذا الشأن''، مشيرا إلى أنها ''ما انفكت تكيف أنظمتها القانونية والقضائية بما يجعلها أكثر فعالية لتحقيق الغرض المنشود في مواجهة التطرف العنيف''. وشارك في الورشة خبراء في مكافحة الإرهاب والتطرف الديني، جاءوا مما يعرف ب''دول الميدان'' وهي الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا، التي تجري منذ ثلاث سنوات تنسيقا أمنيا وعسكريا للحد من اتساع رقعة نشاط ''القاعدة'' وأذرعها بالمنطقة. واعتمدت الجزائر، حسب بارة، ''سياسة المصالحة في مواجهة منهجية التصادم، وسطرت برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الموجهة للفئات الشبانية، وأشركت ضحايا الإرهاب وذوي حقوقهم في سعيها لبناء مقاربة شاملة لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب''. وبخصوص الأوضاع في السجون، قال بارة إن السلطات ''عملت على تطوير المنظومة العقابية بأنسنتها من أجل التوصل إلى التقليل من العودة إلى الجريمة من طرف المسجونين، وذلك من خلال تنظيم حلقات للإرشاد والتوعية لمراجعة أفكار التطرف العنيف، والتعليم والتكوين والتأهيل والمساعدة على فتح سبل إعادة الإدماج الاجتماعي''. وأضاف بارة: ''لا يخفى على أحد أن جميع الأديان والقوميات والبلدان والحضارات والثقافات، بريئة من الإرهاب الذي لا دين ولا وطن له.. بل هو نتاج تطرف أفراد وجماعات مختلفة المشارب، يمر عبر عدة محطات وفقا لمسار تلقين أيديولوجي يصل إلى حد غسل الأدمغة، وهو معروف الآن لدى المختصين''.