ينتشر مرض التهاب الحنجرة في فصل الشتاء، إلى جانب التهاب القصبات التنفسية والتهاب الجيوب والأنف وغيرها، التي لها صلة مباشرة مع المجاري التنفسية، نظرا لتعرض مخاطي هذه المناطق للغزو المتكرر من قبل الهواء البارد، وماي صحبه من جراثيم وفيروسات وأجسام غريبة تساهم في تضرر المخاطي، وتعرضها لأمراض عدوية مختلفة، تضعف الجسم وتنقص من قدراته في مقاومة الأمراض والمكروبات. إن التهاب الحنجرة أنواع، منها الانتفاخ الحاد للوزتين، الذي تميزه علامات خاصة، مثل صعوبة البلع، الآلام، والحمى العالية والفشل والعياء والتقيؤ.. إلخ. ومنها الالتهاب الودمي، حيث تكون الحنجرة منتفخة إلى حد كبير، ما يجعل التنفس صعبا وكذلك البلع وحتى الكلام، إلى جانب الحمى العالية والبحة، التي تصبح دائمة مع صعوبة النطق والكلام. كما تعمل الأمراض المجاورة على تطور التهاب الحنجرة إلى مضاعفات عديدة ومختلفة، مثل التهاب القصبات التنفسية، التهاب الرئة، وتجمع الهواء في أغشية الرئة..إلخ. وتساعد العوامل الخارجية على تفاقم المرض أكثر، مثل البرودة وقساوة الطقس والرطوبة ونقص التغطية وسوء التغذية.. إلخ. بعض هذه الحالات المرضية تكون غالبا حليمة وتنتهي بالشفاء بعد أيام قليلة، إذا ما تمت معالجتها كما يجب، مع إحاطة المريض بالعناية اللازمة والضرورية، أما البعض الآخر فقد يصبح في منتهى الخطورة عند ظهور بعض الأعراض، مثل تقرح الحنجرة التي تصاب بقرحة على شكل جرح مقيح قد يتفاقم إلى حالة خبيثة أو ورم أوانتقال المرض إلى المناطق المجاورة، كالأذن أو الجيوب وغيرها. ويجب في كل الحالات إحاطة التهاب الحنجرة بالعناية اللازمة ومتابعة العلاج بصرامة وطول المدة اللازمة، لتفادي المضاعفات وتفاقم المرض، كما تتطلّب برودة الطقس التغطية الجيدة عند الخروج، وكذلك في الليل، حيث تنخفض درجات الحرارة أكثر مع تحسين وجباته الغذائية ورفع الحصص الكلورية، نظرا لما يستهلكه الجسم من كلوريات لمقاومة البرد من جهة والقدرة على القيام بنشاطاته وعمله طول النهار.