في الوقت الذي استفاد سعر النفط الجزائري من زيادة الأسعار في الأسواق الدولية واستعادة الرسوم والعلاوات التي فقدها مقابل برنت بحر الشمال، خلال النصف الثاني من 2012، تأثر القطاع بانكماش معتبر في الإنتاج، حسب ما تكشف عنه تقارير منظمة ''أوبك'' الدورية. سجل سعر النفط الجزائري ''صحاري بلند'' معدل 89, 109 دولار للبرميل مقابل 29, 109 دولار للبرميل في ديسمبر بالنسبة لبرنت بحر الشمال، أي بفارق 70 سنتا، ليرتفع المعدل في جانفي 2013 إلى 21 ,114 دولار للبرميل بالنسبة ل''صحاري بلند'' مقابل 01, 113 دولار لبرنت بحر الشمال أي بفارق 2, 1 دولار وهو المستوى الذي كان عليه في السابق. ويعزو الخبراء عودة الاستقرار لسعر النفط الجزائري، إلى تقلبات الإنتاج في أهم الدول المنتجة للنفط الخفيف ولاسيما ليبيا ''السيدر'' ونيجيريا'' بوني لايت''. في المقابل، يعرف إنتاج البترول تراجعا مستمرا، كما تبينه المعطيات المقدمة من قبل المنظمة، فقد فقدت الجزائر، خلال جانفي الماضي، حوالي 50 ألف برميل يوميا وبلغ مستوى الإنتاج أدناه خلال السنوات الخمسة الماضية على الأقل، فقد قدر ب151 ,1 مليون برميل يوميا في جانفي مقابل 187 ,1 مليون برميل يوميا في ديسمبر بنسبة تراجع بلغت 7, 35 بالمائة. هذا المسار بدأ يتأكد في 2012، حيث تشير التقارير إلى فقدان الجزائر ما يعادل ما بين 30 إلى 40 ألف برميل يوميا من إنتاجها، وتدنى الإنتاج البترولي للجزائر لأول مرة تحت عتبة 2 ,1 مليون برميل يوميا بكثير، ما يطرح إشكالا كبيرا، خاصة أن هذا المعطى تزامن مع أخبار متداولة لانكماش صادرات الغاز الجزائري أيضا إلى مستوى ما بين 50 إلى 55 مليار متر مكعب، بدلا عن حوالي 62 إلى 63 مليار متر مكعب سابقا. ولا تعد الجزائر حالة استثنائية، فقد قدرت منظمة ''أوبك'' أن تراجع الإنتاج قدّر ما بين جانفي 2013 وديسمبر 2012، بحوالي 2,21 بالمائة، حيث بلغ 341 ,30 مليون برميل يوميا في جانفي مقابل 320 ,30 مليون برميل في ديسمبر، وسجلت المملكة العربية السعودية أكبر انخفاض بنسبة 8, 75 بالمائة من 181, 9 مليون برميل يوميا إلى 105 ,9 مليون برميل يوميا. ومع ذلك، تستفيد الجزائر من سعر برميل نفط عالٍ، خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية، بمعدل يقدر بحوالي 114 دولار للبرميل أي أكثر من المعدل المسجل في 2012 بقليل، وهو ما يسمح بتقليل آثار التراجع في الإنتاج بصورة ظرفية.