يلقى مطلب عودة الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني إلى منصبه معارضة قوية من قبل أعضاء في اللجنة المركزية للحزب، وسط تحركات لأنصاره لحشد التأييد للفكرة. اتفق أعضاء في اللجنة المركزية ومناصرون للأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، أمس، على عقد لقاء جديد في الأيام المقبلة، لمناقشة وضع الحزب، والتعجيل بعقد دورة طارئة للجنة لانتخاب أمين عام جديد. وقال رشيد عساس، عضو اللجنة عن ولاية أم البواقي والنائب السابق لرئيس مجلس الأمة، ل''الخبر''، إن الاجتماع الذي شارك فيه ممثلو 24 ولاية، انتهى إلى تشكيل لجنة تتولى الإعداد للقاء وطني موسع يحدد موعده ومكانه لاحقا، لضبط الموقف من الوضع الداخلي للحزب، والعمل لجمع توقيعات لثلثي أعضاء اللجنة المركزية في حالة عدم اتخاذ قرار استدعائها من قبل الأكبر والأصغر سنا في الحزب. وقرر المشاركون تأجيل ترسيم مطلب دعوة بلخادم للترشح لخلافة نفسه إلى تاريخ لاحق. ويرفض قطاع هام من أعضاء اللجنة عودة الأمين العام للحزب إلى منصبه. وقال قادة بن عودة، محافظ تيارت السابق، ل''الخبر''، إن أنصار الأمين العام السابق يدركون في قرارة أنفسهم أن عودته مستحيلة، لأنه المسؤول الأول عن الفتنة التي تمزق الجبهة، معتبرا التحركات الجارية محاولة منهم لتحسين وضعهم التفاوضي مع الأمين العام المقبل للحزب لا أكثر. في حين هاجم مكتب دورة اللجنة المركزية المواقف الصادرة عن أعضاء في المكتب السياسي، واعتبر في بيان له تلقت'' الخبر '' نسخة منه، موقع من أحمد بومهدي، أن ما يصدر عنهم من تصريحات لا تلزم الحزب ولا اللجنة المركزية نظرا ''لانتهاء مهامهم''، معتبرا أن ''كل تحركاتهم ليس لها سند شرعي أو قانوني''. وتحدث البيان أيضا عما أسماه ''استعراضات ورغبات في التسلط وفرض الوصاية على اللجنة المركزية''. وأوصى أعضاء اللجنة المركزية ب''العودة إليه لإزالة العقبات وتحضير الأجواء لاستئناف دورة اللجنة المركزية، وتجاوز الوضعية التي يعيشها''، رافضا بالتالي وصاية المكتب السياسي. وجاء البيان المتشدد للمكتب بعد فشل اجتماع له مع ممثلين عن المكتب السياسي، قبل أربعة أيام، بمقر الحزب. وفي سياق متصل، طالب مكتب الحركة التقويمية بالعاصمة، في بيان له، ''بالتعجيل بعقد دورة اللجنة المركزية، لتزكية أمين عام جديد تتوفر فيه مقاييس النزاهة والقدرة على لم الشمل''. ويفضل المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني أخذ متسع من الوقت قبل استدعاء اللجنة، أو ما سماه تحضير الأجواء المناسبة لعقدها، ويبدو أن عملية الإنضاج ستطول أكثر في ظل الانقسامات القائمة في صفوف أجنحة الحزب والسلطة.