حرب الصلاحيات و الشرعية تشتعل بين أقطاب أزمة الحزب اشتعلت من جديد فتنة أخرى بين العديد من قيادي حزب جبهة التحرير الوطني حول تاريخ عقد أشغال دورة اللجنة المركزية السادسة لانتخاب الأمين العام للحزب. ففي الوقت الذي يصر فيه مؤيدو بلخادم على أن الشرعية القانونية هي مع عضوي المكتب السياسي الأكبر والأصغر سنا وهما بلعياط وزحالي والأحق باستدعاء أعضاء اللجنة المركزية، فإن رئيس المكتب أحمد بومهدي يعتبر ما تقوم به جماعة بلخادم غير قانوني وأن بلعياط وزحالي لا يملكان شرعية استدعاء اللجنة المركزية، وإن كان حسب طرح جماعة بلخادم فإن دور مكتب بومهدي لا يتعدى كونه استشاريا غير ملزم التنفيذ لعضوي المكتب السياسي بلعياط وزحالي. أحمد بومهدي : المكتب هو المخول باستدعاء أعضاء اللجنة المركزية أكد أحمد بومهدي، رئيس ما أطلق على تسميته بالمكتب المعين بالتوافق بين مؤيدي بلخادم وخصومه من أعضاء اللجنة المركزية في حديثه ل«البلاد"، أنه بالتشاور مع أعضاء اللجنة المركزية سوف يحددون الأسبوع القادم تاريخ مواصلة أشغال الدورة العادية السادسة للجنة المركزية لانتخاب أمين عام للحزب وترك الخيار لما يقرره الصندوق، مضيفا أن مكتبه لا يعترف تماما بالإجراءات التي يتخذها بلعياط وزحالي ومن ورائهما جماعة بلخادم والذين حسبه يريدون التحايل على القانون باستعمال المادة 9 من القانون الداخلي للجنة المركزية والتي حسبه تطبق عندما تكون الدورة الاستثنائية غير عادية وبالتالي يضيف بومهدي من حق مكتبه تحديد تاريخ مواصلة أشغال الدورة العادية دون الرجوع لا لبلعياط لا لزحالي وأنهم سوف ينشرون الأسبوع المقبل إعلانا في الصحف حول تاريخ مواصلة أشغال الدورة لانتخاب أمين عام وكذا توجيه الاستدعاءات للأعضاء، مؤكدا بأن مكتبه لن يكترث بما ستقرره جماعة بلخادم المتمثلة في العضوين بلعياط وزحالي. عبد الكريم عبادة : يجب التوافق حول منصب الأمين العام أكد عبد الكريم عبادة، المنسق العام للحركة التقويمية بحزب جبهة التحرير الوطني، بأنهم يملكون الأغلبية ومن حق مكتب بومهدي الذي عين بالتوافق بين مؤيدي بلخادم وخصومه أن يستدعي أعضاء اللجنة المركزية لمواصلة أشغال الدورة السادسة للجنة المركزية لانتخاب أمين عامو مضيفا أنه بعد وفاة المجاهد عبد الرزاق بوحارة من الصعب إيجاد شخصية توافقية لتزكيته في هذا المنصب لجمع شتات الحزب، إلا أنه شدد على ضرورة أن يكون هناك توافقا حول الاسم الذي سيتولى منصب الأمين العام، لأن ذلك في مصلحة الحزب. وفي إجابته على سؤال ل«البلاد" حول إمكانية أن تقرر جماعة بلخادم عدم الحضور لمواصلة أشغال الدورة لعدم اعترافهم بشرعية المكتب المعين وغير المنتخب، قال عبادة هم أحرار في ذلك، لكننا نقول نحن لا نعترف بأي إجراء يقوم به بلعياط وزحالي لأن الدورة لم تكن استثنائية، بل عادية وبقت مفتوحة. بوجمعة هيشور : مكتب بومهدي غير قانوني وبلعياط وزحالي ذهبا بذهاب بلخادم صرح الوزير السابق وعضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، بوجمة هيشور، ل«البلاد"، بأن مكتب بومهدي غير قانوني، متسائلا من منح هؤلاء الأعضاء حق استدعاء أعضاء اللجنة المركزية، كون القانون في هذه الحالة واضح حسبه حيث كان يجب انتخاب المكتب مع وجود الأمين العام، وبلخادم فضل عدم انتخاب مكتب لتسيير الدورة حتى نصل لهذا الانسداد القانوني، وهو نفس الأمر حسب هيشور مع العضوين بلعياط وزحالي فهما لا يمثلان إلا نفسيهما كونهما يريدان التحايل على القانون، لأن المادة 9 من القانون الداخلي للجنة المركزية تطبق في الدورة الاستثنائية وليست العادية. لذلك حسب هيشور فإن مفاتيح الحل القانونية بيد رئيس الحزب وحده والذي له الصلاحيات الكاملة حسب المادتين 34 و53 من القانون الداخلي للحزب لاستدعاء أعضاء اللجنة المركزية في دورة استثنائية وترؤس الدورة وبالتالي باستطاعة رئيس الحزب أن يكلف شخصا بعقد وترؤس الدورة ينوب عنه حتى يخرج الحزب من المأزق القانوني الذي وجد نفسه فيه . صالح ڤوجيل : لا يهم من يستدعي أعضاء اللجنة المركزية أكد السيناتور وعضو اللجنة المركزية للحزب، صالح ڤوجيل، في حديثه ل«البلاد"، أنه وبعد الخلافات الكبيرة التي نشبت حول من يستدعي أعضاء اللجنة المركزية لانتخاب أمين عام، فإنه يناشد جميع الأطراف التعقل وتحكيم العقل لمصلحة الحزب، مؤكدا أنه ليس مهما من يستدعي أعضاء اللجنة المركزية، المكتب المعين أو عضوي المكتب السياسي، لأن الأهم حسبه هو التوافق على من سيكون أمينا عاما للحزب، معترفا بأن التوافق حول شخص لمنصب الأمين العام أصبح صعبا، خاصة بعد وفاة عبد الرزاق بوحارة، ما قد يؤزم الأوضاع أكثر، خاتما حديثه ل«البلاد" بأنه على يقين بأن الحل سيكون في الأيام القادمة، لإن حزب الجبهة اعتاد على تخطي مثل هذه الأزمات.