صرّح وزير الخارجية، مراد مدلسي، بأن السلطات ''تبذل جهودا كبيرة من أجل إعادة دبلوماسيينا المختطفين (في مالي) إلى عائلاتهم وإلى أسرة وزارة الشؤون الخارجية''. وقال ''إنهم يتحلون بشجاعة ليس لها مثيل في هذه الأوقات العصيبة''. ذكر مدلسي في كلمة ألقاها، أمس، بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة، حيث نظمت وزارة الخارجية معرضا بالصور يتعلق بمسار الدبلوماسية الجزائرية طيلة 50 سنة، أن ''كل المجهودات مبذولة من طرف الدولة من أجل عودة الدبلوماسيين سالمين''. ويتواجد الدبلوماسيون الثلاثة، من بينهم القنصل بغاو بوعلام سياس، بين أيدي الجماعات الإرهابية منذ 23 شهرا. وأفرج الخاطفون عن ثلاثة دبلوماسيين في جويلية الماضي، فيما أعلنوا عن قتل أحد المختطفين هو الطاهر تواتي، الذي لا تتعامل السلطات مع قضيته على أنه متوفي، وتعتبره في عداد المحتجزين طالما أن جثته لم يعثر عليها. واللافت أن تواتي لم يظهر في شريط الفيديو (جانفي الماضي) الذي ناشد فيه الدبلوماسيون الثلاثة السلطات تلبية مطالب الخاطفين حتى يطلقوا سراحهم. وسأل صحافيون الناطق باسم وزارة الخارجية عمار بلاني، عندما كان متواجدا في المعرض، عن مصير الدبلوماسيين فقال: ''إننا نواصل جهودنا لتحريرهم وفي أحسن الظروف''. وحول ما إذا كانت الوزارة متأكدة من أنهم أحياء، قال بلاني: ''لو لم يكونوا أحياء لكنا أعلنا عن ذلك''. وسئل مدلسي أيضا، بعد أن انتهى من إلقاء خطابه، نفس السؤال، فكان ردّه أن ''الجهود مبذولة'' للإفراج عنهم. وبدا واضحا أن وزارة الخارجية لا تملك أي معلومة عن تطورات الملف. وقال مدلسي في خطابه إن محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة ''تكتسي أولوية مطلقة بالنسبة للجميع''، مشيرا إلى أن قيم الدبلوماسية الجزائرية المبنية على التضامن ومساندة القضايا العادلة، هي التي أسست مبادئ سياسة الجزائر الخارجية التي من معالمها الأساسية احترام السيادة الوطنية والوحدة والسلامة الترابية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول''. وأضاف: ''اليوم، وفي ظرف دولي معقد أكثر فأكثر، يحمل أخطارا جسيمة، فإن الدبلوماسية الجزائرية لا تدّخر جهدا في سبيل الإسهام النزيه والجوهري في القضايا الكبرى التي تستوقف المجموعة الأممية، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو بيئية أو أمنية شاملة''. ووجه مدلسي تحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ''الذي كان في طليعة الدبلوماسية والذي مازال يواصل مساهمته المعتبرة، في تحديد وقيادة السياسة الخارجية للأمة''. وأوضح بأن ''مساهمة الجزائر في جهود تنمية إفريقيا، تتبلور من خلال العلاقات المتينة التي تربط الجزائر بكافة البلدان الإفريقية الشقيقة، وكذا من خلال الإسهام الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة''. وأضاف: ''أما على المستوى العربي، فإن عمل الدبلوماسية الجزائرية يبنى ضمن جامعة الدول العربية، على نفس روح التضامن الموجه نحو تحقيق الطموحات المشروعة للشعوب، وعلى رأسها تحرير فلسطين وعاصمتها القدس''.