يشهد الصالون الدولي للسيارات إقبالا كبيرا من الجنس اللطيف، منذ اليوم الأول لافتتاحه، حيث زاحمن الرجال بين أجنحة المعرض، ليس فقط للتجول وأخذ فكرة عن آخر ما يقدمه العارضون، لكن للسؤال عن أدق تفاصيل ''السيارة الحلم'' التي لم تعد فقط تلك السيارة الصغيرة. لطالما اعتُبرت السيارات الصغيرة مناسبة للمرأة في تنقلاتها اليومية، خاصة أن حجمها يسهّل عليها مهمة ركنها، لكن هذه السيارة لم تعد تغر حواء الجزائرية، وهو ما وقفنا عليه في جولة استطلاعية بالصالون الدولي للسيارات في طبعته .16 فبكل الأجنحة التي توقفنا بها كانت النساء باختلاف أعمارهن يتداولن على تجريب السيارة رباعية الدفع المتوسطة بمختلف أحجامها، ومنهن سيدة كانت مرفوقة بزوجها ورضيعها، استوقفناها وهي جالسة أمام مقود سيارة رباعية الدفع لعلامة ''ميتسوبيشي''. وفي حديثها إلينا، ذكرت السيدة أنها تحلم بتغيير سيارتها صغيرة الحجم من علامة آسيوية، بسبب كثرة تنقلاتها بين الولايات لتسويق بضاعتها، كونها صاحبة ورشة للخياطة ''وليس هناك أحسن من هذه السيارة لرحلة إلى الصحراء ولو أن سعرها يتجاوز إمكاناتي الحالية''. وفي حديثنا مع السيد محمد رفيق، الممثل التجاري لعلامة ''ميتسوبيشي''، قال إن السيارات الفاخرة أصبحت تستقطب الجنس اللطيف ''ولعل أصدق مثال على ذلك سيارة ''باجيرو سبور'' المعروضة، والتي يتجاوز سعرها 400 مليون سنتيم، وهي من نصيب سيدة كانت مستعدة لأن تدفع ثمنها نقدا ''غير أننا أقنعناها أننا لا نتعامل إلا بالصكوك''. وبجناح ''بيجو'' التقينا بصديقتين زميلتين في العمل في عقدهن الخامس، أكدن أنهن وفيتان للعلامة الفرنسية، وذكرتا أن كلتاهما تزوران المعرض لاختيار سيارتين بديلتين عن سيارتيهما '',''206 أكثر أناقة وأكبر حجما تضمن لهما متعة القيادة، وأردفت إحداهما: ''السيارة الفارهة الكبيرة الحجم تعطيك أكثر ثقة أمام المقود وأمام بعض الرجال ممن لا يثقون في قيادة المرأة في الأساس، فما بالك إذا كانت السيارة صغيرة''. ولم يختلف الأمر كثيرا لدى ''نيسان''، إذ كان الإقبال النسوي كبيرا، ولو أن الكثيرات منهن وقفن مشدوهات أمام السيارات الفاخرة دون أن تكون لواحدة نصيب منها، أكثر من الجلوس أمام المقود والتقاط صورة للذكرى، خاصة أن سعرها يتجاوز 200 مليون سنتيم، غير أن الكثيرات أيضا حجزن نصيبهن من ''السيارة الحلم''. وفي السياق، أوضح صادق رزوق، مسؤول المبيعات لدى ''نيسان''، بأن سيارتي ''جيوك ''2 و''كاشكاي'' وهي رباعية الدفع متوسطة الحجم، عليها طلب كبير من النساء، خاصة أنها تسهّل عليهن القيادة، على اعتبار أن علبة السرعة بها أوتوماتيكية. وهو نفس ما وقفنا عليه بجناح ''تويوتا''، حيث اصطفت نساء من مختلف الأعمار للاستمتاع بإبداع الصانع الياباني والسؤال عن أدق التفاصيل، ومنهن أستاذة جاءت مرفوقة بوالدتها وشقيقها، وعندما استوقفناها للسؤال عن سبب زيارتها للمعرض، أجابت بأنها تزوره للمرة الثانية منذ افتتاحه لتغيير سيارتها الصينية التي اقتنتها في نفس المناسبة السنة الماضية. تقول المتحدثة: ''اقتنيت السنة الماضية سيارة صينية مقبولة السعر، لأني كنت حديثة العهد بالقيادة، ولم أرد المغامرة بسيارة باهظة الثمن قبل أن أتحكم في القيادة، لكن اليوم أرى أنه الوقت المناسب لتغييرها، وأرى أن ما تقدمه ''تويوتا'' يناسبني بعد أن أتخلى عن علامة '',''80 فقيادتها ستزيد أكثر من ثقتي''. وحسب مسؤولة التسويق ب''تويوتا''، الآنسة نهلة، فقد عرف الجناح إقبالا كبيرا من طرف النساء على السيارة متوسطة الحجم خاصة رباعية الدفع منها، منذ الأيام الأولى للصالون، والطلبات مرشحة للارتفاع، كما لم يختلف الأمر كثيرا لدى علامة ''سيتروان''. وحتى في باقي الأجنحة التي تجولنا فيها، أجمعت النساء اللواتي تحدثنا إليهن على أنهن حتى وإن اقتنين السيارة الصغيرة، فليس هذا لأنها تلائمهن كجنس لطيف، بل لأسباب مادية بحتة ولأن سعرها مناسب لميزانيتهن، ولو كان الأمر بيدهن فلا بديل عن السيارة الفارهة.