لو سألت أي شاب عن أحلام حياته الدنيا فسيختصرها في سيارة فاخرة وإلى جواره حسناء فاتنة، ولو سألت أي فتاة عن أحلام حياتها الدنيوية لاختصرتها في آخر ماركات اللباس والماكياج وأيضا السيارة الفاخرة، ولا نظن مكانا يقدّم صور هاته الأحلام مثل معارض السيارات. الشروق اليومي التي زارت معرض السيارات الدولي لاحظت أن بعض الزائرين بقدر ما يتفرجون على آخر الماركات يتفرجون أيضا على العارضات اللائي تسمرن أمام سيارات نصف المليار والمليار سنتيم من "الفولس فاغن" إلى "الهامر"، بل إن بعض الزائرين اعترف أنه لولا "هن" ما زار المعرض نهائيا، واعترفت أيضا بعض العارضات أنه لولا "هم" ما بذلن كل هذا التجميل واللباقة لكسب الود ولفت النظر للسيارة، إلا أن ما ميز طبعة هذه السنة هو غياب حسنوات بلغاريا وأوكرانيا والبلقان وألمانيا عن الصالون، وكن في طبعات سابقة قد أبهرن بحسنهن الزائرين وحتى الزائرات، حيث اقتصرت المضيفات على الجمال المحلي أو "زين بلادي". لاحظنا خلال الجولة التي قادتنا صبيحة أمس إلى الصالون الدولي للسيارات بالصنوبر البحري غياب الحسناوات الفاتنات اللافتات للأنظار حيث تعوّد العاملون في مجال مقاولات المضيفات على تزويد وكلاء الماركات العالمية بهن مع انطلاق فعاليات الصالون، لاستقطاب أكبر عدد من الزوار والزبائن، لتقتصر في هذه الطبعة على الجمال المحلي، ورغم ذلك يصر زوار الصالون على مغازلة العارضات إلى درجة اللجوء إلى التقاط صور إلى جانب السيارة ظاهريا وإلى جانبهن خلسة. كانت بداية جولتنا من الجناح الخاص بسيارة "نيسان"، أين لفتت انتباهنا شابات ذوات جمال بسيط وطبيعي، كن واقفات أمام السيارات المعروضة يرتدين ألبسة أنيقة، عكس بعض أجنحة "العلامات" الأخرى التي لم تر من داع لفرض تعليمات صارمة على المضيفات سواء فيما تعلق بنوعية الألبسة أو وضع مساحيق التجميل، سألنا الحلوة "كاميليا" صاحبة الاثنين والعشرين ربيعا عن عملها ومهمتها فشرحت بأنها وزميلاتها المضيفات سفيرات مختلف ماركات السيارات المعروضة، وذكرت بأنها تتولى إعطاء كافة التفاصيل المتعلقة بالسيارة المعروضة للزبون أو الزائر، وينتهي الأمر بتوجيه الراغب في اقتناء السلعة إلى مصلحة الخدمات التجارية من أجل استكمال إجراءات الشراء، وعبرت المتحدثة في سياق متصل عن استيائها الشديد من معاكسات الشباب التي تصل في بعض الأحيان إلى حد إسماعهن أسوأ العبارات قائلة: "زوار الجناح هم غالبا من الفضوليين الراغبين في مشاهدة السيارات الجديدة، وحتى الشباب الذي يهوى معاكسة الفتيات وفقط"، قبل أن تضيف بالقول "نحن مرغمات على تحمل وقاحة بعض الزوار دون الرد عليهم، لأن مهمتنا تقتضي ذلك" وتحدثت عن شباب يطلب رقم هاتف العارضة والخروج في نزهة معها، ولا يمكن للعارضة هنا أن تستدعي صاحب الوكالة أو الأمن فتبتلع المعاكسة غير اللطيفة وتصمت. أما أسماء في الجناح الخاص بشركة فرنسية فلم تتردد في الحديث عن المعاكسات التي تتعرض لها يوميا خلال أدائها لعملها، مشيرة إلى أن أكثر ما تسمعه منذ افتتاح المعرض هو "انتي شابة على الطونوبيل"، لم تتوقف عند المعاكسات بل بلغت درجة التهكم عليها، وهو الأمر الذي يخلف استياء كبيرا على نفسيتها. أما "صبرينة" التي لم تستكمل بعد دراستها الجامعية بباب الزوار، فقد أخبرتنا أن المهم بالنسبة لها هو أن يجد الزبون راحته، حتى وإن لم يقتن المنتوج المعروض، "صبرينة" التي تعمل كمضيفة لأول مرة أخبرتنا أنها لا تنزعج من الزبائن وحتى الفضوليين منهم، لأن المهم بالنسبة لها هو حسن التعامل والتواصل معهم لإرضائهم، فالزبون ملك على حد قول المثل التجاري المعروف، وشرحت "إلهام" التي التقيناها بجناح "ميتسوبيشي" يومياتها في المعرض قائلة: "مهمتنا صعبة، لأننا نحاول دائما إقناع الزوار باقتناء المنتوج، كما نضطر لتحمل بعض السلوكات غير اللائقة لزوار المعرض، وهذا ما زاد من صعوبة عملنا ومهمتنا، ولكننا ملزمات بعدم التجادل معهم تجنبا للفوضى أو أي تجاوزات".
معجب يصور مضيفة فتجرده من هاتفه النقال من أطرف ما حدث في المعرض ما قامت به "سهام" صاحبة الواحد والعشرين ربيعا، حيث لجأت لتجريد أحد زوار المعرض من هاتفه النقال في أولى أيام المعرض بعد أن اكتشفت أنه التقط لها مجموعة من الصور بهاتفه النقال، وهو الأمر الذي أثار غضبها وجعلها لا تتردد في الاستيلاء على هاتفه النقال وتقديمه لعون الأمن الذي كان واقفا بالمكان، حيث قام بحذف الصور التي التقطها، ورغم ذلك لم يكف هذا الأخير عن مضايقتها بالكلام، نفس الحديث سمعناه على لسان "مريم" صاحبة التسعة عشر ربيعا، والتي أكدت أنها تجد نفسها مرغمة على تحمل معاكسات الشباب من زوار الجناح، خاصة أنهم يتجرؤون في العديد من الأحيان على التقاط صور بجانبهن دون استئذان، وكذا تصويرهن أمام السيارات المعروضة، وهو الأمر الذي يستدعي منهن الاستنجاد في غالبية الأحيان بأعوان الأمن المكلفين بحراسة سيارات المعرض لإبعاد المعاكسين عنهن، كما اعترف بعض الوكلاء ان عارضات تمكن من جلب زبائن حقيقيين اتضح أن جمال العارضة كان أقوى تأثيرا من جمال السيارة. خرجنا من معرض الفتيات، عفوا السيارات ولسان حالنا فعلا وراء كل سيارة فاخرة... عارضة فاتنة؟