أوضح البروفيسور امحمّد تيجيزة أن الكثير من المدمنين على تعاطي الحبوب المهلوسة وكذا المتاجرين فيها، يعمدون إلى تحصيلها لدى مراكز الطب العقلي العمومية، موضحا أنهم يستغلون فرصة اكتظاظ ذات المراكز بالمصابين بأمراض عقلية ليندسوا بينهم مع انشغال الطبيب بكثرة عدد المرضى، وهو ما يسمح لهم بالحصول على الأدوية التي يتعاطونها أو يعيدون بيعها لمدمني المهلوسات. وأضاف محدثنا أنه من شأن اختصاصي الطب العقلي أن يتعرّف على المريض الذي يعاني بالفعل من انهيار عصبي أو مرض عقلي ما، تتطلب حالته إمداده بهذه المهلوسات، في حال ما إذا تمت المعاينة الطبية اليومية بصفة عادية. لكن ما يحصل، يوميا، بمعاينات الطب العقلي التي باتت تشهد إقبالا منقطع النظير، منع الطبيب من الكشف عن المندسين في أوساط المرضى، بغرض تحصيل الحبوب المهلوسة للإدمان. وفي هذا السياق، يذكر محدثنا أن معاينات مصحة دريد حسين مثلا، والتي يخصّص لها يوميا 6 أطباء في الفترة الصباحية و6 آخرين للمعاينة في الفترة المسائية، تستقبل يوميا العشرات من المرضى وغيرهم. وقال تيجيزة معلقا على هذه الوضعية: ''ولكم أن تتصوروا طبيبا منهكا مرّ على يديه 30 شخصا يشتكون من مضاعفات عقلية، يقصده المدمن أو تاجر المهلوسات في آخر المعاينة مدّعيا الانهيار العصبي ليتحصل على علبة الأقراص التي يعيد بيعها قرصا بقرص بأسعار خيالية''. ويحدث ذلك، حسبه، في حال عدم تمكّن تجار تلك المهلوسات أو متعاطيها من الحصول على سلعتهم بطرقهم الخاصة والملتوية. كما لم يستبعد البروفيسور تيجيزة تواطؤ عدد من الأطباء أو الممرضين بأقسام الطب العقلي مع تجار المهلوسات، لتزويدهم بعلب من تلك الأدوية. وأضاف محدثنا قائلا: ''هناك طرق أخرى يتزوّد من خلالها المدمنون أو مروّجو الحبوب المهلوسة بسلعتهم، ويكون بترصّدهم للمرضى لدى خروجهم من المعاينات اليومية لمستشفيات الأمراض العقلية التي يتزوّدون منها بأدويتهم، ليعتدوا عليهم ويستولوا على علب الأدوية التي يعاد بيعها للشباب المدمن، حيث يصل ثمن الحبة الواحدة إلى 2000 دج''.