إطارات منشقة شاركت في اللقاءات المحلية ل''حمس'' في انتظار عودة قيادات مثل مناصرة تواصل حركة مجتمع السلم استعداداتها لعقد مؤتمرها الخامس في الفاتح ماي المقبل، في ظل تقارب كبير لمساعي الوحدة التي تسعى قيادات من ''لجنة صلح'' إلى إنجازها قبل المؤتمر، وإعادة استقطاب القيادات التي جنحت إلى التغيير في 2008. وضع رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، الحراك الاجتماعي القائم في منطقة الجنوب والمطالبات الشبانية بالحق في الشغل ضمن سياق سياسي يدين فشل السلطة في الإصلاح والتوزيع العادل للثروة. وقال سلطاني، أمس، في ندوة سياسية تمهيدية لمؤتمر الحركة، إن ''السلطة تريد عزل الحراك الاجتماعي عن الحراك السياسي وهذا غير ممكن، لكون الإحباطات الاجتماعية والاقتصادية هي نتيجة طبيعية للإفلاس السياسي، وهذا الإفلاس هو المحرك الرئيسي للحراك الاجتماعي''. وانتقد سلطاني فشل سياسات الإصلاح التي انتهجها الرئيس بوتفليقة، وقال: ''إذا كانت السياسة عرجاء وهوجاء فلا يجب أن نطمع في إصلاح اقتصادي أو اجتماعي''. وحذر من أن ''الجزائر تعيش رفاها اقتصاديا واجتماعيا مزيفا قائما على مقايضة النفط والغاز بالسلع والمواد الغذائية والدواء''. واعتبر سلطاني أن ''توجيه 18 مليار دولار سنويا لكتلة الأجور، دون أي إنتاج اقتصادي خارج النفط، يعطي مؤشرا أن الجزائر تتجه نحو الإفلاس في حال نزول النفط إلى أقل من 70 دولارا للبرميل الواحد''. وأوضح رئيس حمس أن الإفلاس السياسي للسلطة في الجزائر أتاح بروز ''ظاهرة الفساد الذي أصبح مهيكلا بشكل يسمح لشبكات الفساد بحماية عناصرها، وتحول الفساد من التقسيط إلى فساد بالجملة، ومن اختلاس الأموال العامة إلى السطو عليها، في غياب رادع شديد''. وقال: ''نتيجة لذلك أخشى أن يتحول سارق سوناطراك إلى رئيس للجمهورية''. وحذر من أن ظاهرة الفساد صارت تؤثر في التوازنات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد. واستهجن سلطاني وجود نقابة أئمة داخل الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وقال إن ''الأئمة ليس محل نقابتهم في المركزية النقابية كونهم فئة تتمتع بخصوصية في المجتمع وليست في حالة عمال أو موظفين''. ودعا سلطاني إطارات حمس إلى إنجاح المؤتمر الخامس المقبل، وقال إن ''الحركة تطمح إلى أن تعقد مؤتمر دولة وليس مؤتمر دعوة''، مشيرا إلى أن الحركة ستستقرئ لأجل ذلك مواقف وآراء الخبراء والأكاديميين والإعلاميين المتابعين للشأن السياسي حول تجربتها السياسية ومسارها ومواقفها، خلال ندوة مفتوحة تنظم السبت المقبل، تكون ختاما لسلسلة الندوات المتخصصة. لكن مصادر من الحركة قالت إن حمس لا تسعى إلى إنجاز استعدادات المؤتمر فقط، لكنها تسعى أيضا إلى إنجاز الوحدة مع مجموعة كبيرة من إطاراتها التي انشقت عام 2008 وانتمت إلى جبهة التغيير بقيادة عبد المجيد مناصرة، وتتواصل اللقاءات الأخيرة بين الطرفين لضبط الترتيبات المتعلقة بإعادة إدماج المنشقين في هياكل الحركة، حيث تم القبول بعودة ومشاركة عدد من الإطارات المنشقة في المؤتمرات البلدية والولائية لحمس، تمهيدا للإعلان الرسمي، في افتتاح المؤتمر الوطني، عن عودة قيادات الصف الأول كعبد المجيد مناصرة.