سلطاني: الفساد أصبح مهيكلا و محصنا ومحميا قال رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني أن الفساد في الجزائر أصبح "مهيكلا" و"محميا" و"محصنا" بالشكل الذي يجعل الكثير من المفسدين فوق الشبهات وفوق الحساب والقضاء، وتساءل عن سياسة الكيل بمكيالين في معاقبة المفسدين، فقال كيف يعاقب من يسرق بذلة بثلاث سنوات سجنا ومن سرق سوناطراك أخشى أن يصير رئيسا للجمهورية. توقف رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني مطولا عند ملف الفساد خلال تدخله أمس في الندوة التحضيرية للمؤتمر الخامس التي جاءت بعنوان " الندوة الوطنية المتخصصة" ورسم صورة سوداء عن الدرجة التي وصل إليها والحدة التي بلغها. وفي سياق الحديث عن الإكراهات التي تواجه المؤتمر الخامس المقبل للحركة اعتبر المتحدث الفساد أحد أكبر هذه الإكراهات وقال " الفساد عندنا صار مهيكلا، محميا لا يستطيع أحد أن يتصدى له لأن له شبكات تحمي بعضها البعض.. الفساد الصغير تحميه عصب والفساد الكبير تحميه عصابات". وواصل رئيس حمس يقول بلغة حادة عن الدرجة التي بلغها مستوى الفساد في البلاد " الفساد صار مهيكلا ومحصنا – حصانة معنوية – تجعل الكثير من المفسدين فوق الشبهات وفوق الحساب والقضاء، نحن نردد أن العدالة فوق الجميع لكن للأسف هي ليست فوق الجميع". وبرأي سلطاني دائما فإن الفساد في الجزائر انتقل من مستوى "التقسيط" إلى "الجملة"، و كان "صغيرا" فأصبح "كبيرا"، وكان يؤثر في بعض الحاجيات فصار يؤثر في التوازنات.. كان "اختلاسا" فصار "سطوا" فقد امتدت الأيدي إلى جيوب الناس جميعا على حد تعبيره. ولم يتوقف المتحدث عند هذا الحد في وصفه لظاهرة الفساد في بلادنا فقال أن الاختلاس انتقل من الجنحة إلى الجريمة، لكن القانون عندنا يتعامل بالعكس فهو لا يجرم الاختلاس بل يعتبره جنحة، وأن المعالجة تكون دائما بسياسات "ردود الأفعال" فيتم "تجريم الصغائر" ويغض الطرف عن "الكبائر"، ثم سرد قصة شاب أراد أن يتزوج فلم يستطع شراء بذلة العرس فسرقها، وعندما حوكم صدرت في حقه عقوبة ثلاث سنوات سجنا وعندها تساءل سلطاني " كيف يعاقب من يسرق بذلة بثلاث سنوات سجنا ومن سرق سوناطراك أخشى أن يصير رئيسا للجمهورية" . وفي سياق حديثه أيضا عن الإكراهات الأخرى التي سينعقد فيها المؤتمر الخامس للحركة بعد 38 يوما تحدث أبو جرة سلطاني عن بعض المظاهر التي أصبحت طاغية في مجتمعنا في المدة الأخيرة، مثل "التطبيع مع اللامبالاة" واعتبار كل شيء عاد، و"تضخيم الاجتماعي" و"تقزيم السياسي"، ما جعل كل المناضلين يفرون إلى جبهات الاحتجاج، وتكريس ثقافة رجل المطافئ، وأشار إلى أن عزل التوترات الاجتماعية عن الحراك السياسي أمر خطير جدا لأن عمق المشكلة سياسي، وبالتالي فإذا كانت السياسة عرجاء وعوجاء لن نستطيع أبدا تصحيح الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. واعتبر سلطاني في كلمته أمام المشاركين في ندوة أمس بمقر الحركة بالعاصمة في إطار سلسلة الندوات التي ستسبق المؤتمر الخامس إنشاء نقابة للائمة تحت لواء المركزية النقابية "آخر بدعة"، وكان الإمام يصنع في البراغي أو الذبابات - على حد وصفه. وبالنسبة للمؤتمر الخامس المقبل الذي سيعقد في بداية شهر ماي المقبل كشف رئيس حمس أن كل شيء جاهز، سواء من ناحية ضبط الأوراق أو ضبط الرؤى والتوجهات، أو على المستوى النفسي والتقني واللوجيستي ولم تبق سوى الرتوش الأخيرة، مشدّدا على أنه يريد مؤتمرا لمجتمع ولدولة وليس مؤتمرا لجماعة أو مؤتمر دعوة، لكن الإكراهات التي سردها في البداية تحول ربما دون انفتاحه بالشكل المطلوب، وستعقد لجنة تحضير المؤتمر آخر ندوة لها في إطار التحضير للمؤتمر في 30 مارس الجاري وتخصص لرأي الخبراء والإعلاميين في حركة مجتمع السلم. وعلى المستوى الخارجي أدان أبو جرة سلطاني بشدة جريمة اغتيال العلامة محمد سعيد رمضان البوطي، وقال أن سياسة تصفية الرؤوس تعمق الأزمة السورية وتوسع من بقع الدم فيها، كما اعتبر الاعتذار الإسرائيلي لتركيا خلال زيارة الرئيس الأمريكي مؤخرا لمنطقة الشرق الأوسط ليس بريئا، وهو برأيه مقدمة لإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة.