اتهمت جماعة الإخوان المسلمين قادة أحزاب المعارضة بترتيب الاشتباكات التي شهدتها منطقة المقطم، أول أمس، وإشعال نار الفتنة وإعطاء الغطاء السياسي للبلطجية والمخربين، بينما قامت عشرات الحركات الإسلامية بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، مشددة على أن الإعلام يثير الفتنة، وطالبت بتطهيره حتى يلتزم بالحيادية في نقل الأحداث، مؤكدة أن جميع الخيارات مطروحة أمام الإسلاميين، من اعتصامات ومليونيات. استنكرت جبهة الإنقاذ المعارضة ما وصفته ب''المزاعم'' التي رددتها جماعة الإخوان بشأن تورطها في ترتيب الاشتباكات التي وقعت بين شباب الإخوان والقوى الليبرالية، واتهمت الجماعة بتجاهل الغضب الشعبي في مصر. اتهم الدكتور أحمد عارف، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، رموز المعارضة باللجوء إلى العنف وإثارة الفتنة في الشارع بسبب فشلها سياسيا في خوض أي مواجهات سياسية نظيفة، مؤكدا أنه بالرغم من الأحداث المأساوية التي تشهدها البلاد من فوضى وعنف وتربص بالإخوان، ورغبة في الإطاحة بنظام الرئيس محمد مرسي الشرعي المنتخب، إلا أنها لن تجر البلاد إلى حرب أهلية، مشددة على أن الجماعة حريصة على أمن وسلامة الوطن والمواطنين، وألا تغرق البلاد مجددا في بحر الدماء. ولفت المتحدث الرسمي باسم الإخوان إلى أن ''شباب الجماعة تحلوا بأقصى درجات الصبر بالرغم من تعرضهم للعنف وإصابة العديد منهم، فضلا عن حرق واقتحام عدد من مقراتنا على مستوى بعض المحافظات''، داعيا قوات الأمن والشرطة لاتخاذ الإجراءات اللازمة وأن تضرب بكل قوة المحرضين والمعتدين وقمع مثيري العنف. وأوضح الدكتور عارف، في تصريح خص به ''الخبر''، أن الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، هدف إستيراتيجي للمعارضة منذ البداية، وتابع: ''المعارضة لم تقتنع منذ البداية بفوز الدكتور مرسي، وكانت قد طالبت بعد ظهور نتيجة الجولة الأولى للانتخابات، بخروج الدكتور مرسي من جولة الإعادة لصالح حمدين صباحي الذي حصل وقتها على المرتبة الثالثة، وهذا كلام غير قانوني وغير منطقي، وهم سلموا شكلا بأن الدكتور مرسي رئيس للبلاد، ولم يسلموا ضمنا، وهم الآن يتبادلون الأدوار على الساحة السياسية، ويقودون الغطاء السياسي لممارسة العنف من أجل الابتزاز السياسي''. وفي المقابل، يرى محمد أبو حامد، رئيس حزب حياة المصريين وعضو مجلس الشعب السابق، أن جماعة الإخوان المسلمين في مأزق كبير بسبب تراجع شعبيتها، وتعاني من حالة إفلاس شديد، وتلقي بالتهم على الآخرين، منتقدا دعوات بعض الحركات الإسلامية لمحاصرة والاعتداء على منازل قيادات المعارضة. وقال: ''لقد اعتدنا على التهديدات المتوالية للمعارضة منذ بداية الثورة، وهذا أمر معتاد وطبيعي من الجماعة التي ترسل مندسين في أوساطنا لمعرفة تحركاتنا وخططنا، نتيجة لعدم وجود حجة في مواجهة المعارضة، التي كشفت عن خدعهم وألاعيبهم أمام الشعب، وتلجأ الآن لأعمال العنف لتخويف المواطنين''. وفي تعليقه على الدعوات التي خرجت مجددا للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، واعتراض القوى الإسلامية عليها، يقول أبو حامد ل''الخبر'': ''رفض الجماعة إجراء انتخابات مبكرة راجع إلى تخوفها من الخسارة، لأنه ليس لديها الفرصة في الفوز في أي انتخابات، والعبرة بنتيجة انتخابات الجامعات ونقابة الصحفيين، وأعتقد أنها ستقاوم بشدة وبعنف في الفترة المقبلة، لأنه في حال إجراء انتخابات رئاسية وتولي نظام آخر الحكم، بالتأكيد ستتم محاكمة نظام الرئيس مرسي، بتهمة الخيانة العظمى لصالح قطر وحركة حماس وتنظيمهم الدولي''.