أيمن. س/ وكالات لاحقت الاحتجاجات الشعبية الرئيس المصري محمد مرسي في زيارته إلى محافظة سوهاج بمصر العليا “الصعيد”، مما ضاعف من وطأة الضغوط التي تواجه مؤسسة الرئاسة التي كانت تأمل في أن تسهم زيارة مرسي إلى صعيد البلاد في استعادة الثقة المفقودة بين نظامه والمواطنين. وأجبر مرسي على إلغاء لقاء بالطلاب في جامعة سوهاج بسبب احتجاج الطلبة، كما أثار وجود أعضاء بالحزب الوطني المحل في الصفوف الأولى لمؤتمره الجماهيري غضب العشرات من أهالي المحافظة. وخلال اليومين الماضيين فشل الرئيس مرسي في استثمار لقاءاته بأهالي مدينة بورسعيد الغاضبة ورجال الشرطة المتذمرين في تحسين صورته التي اهتزت على خلفية الاضطرابات السياسية والأمنية وتردي الخدمات وارتفاع الأسعار، بعد أن أثارت تلك اللقاءات مزيدا من الغضب في الشارع المصري. وخلال زيارة الرئيس إلى سوهاج، التي تعد من أفقر محافظات البلاد، نظمت قوى سياسية مسيرة إلى مقر اللقاء الجماهيري الذي عقده مرسي مع أهالي المدينة. وحمل مئات المتظاهرين النعوش ورددوا هتافات معادية له ولجماعة الإخوان، منها “بيع بيع.. الثورة يا بديع”، في إشارة لمرشد جماعة الإخوان محمد بديع، إلى جانب شعارات “يسقط.. يسقط حكم المرشد”. ويشكو معارضو الرئيس مرسي مما يصفونه ب”استئثاره وجماعة الإخوان بالسلطة وإقصاء القوى السياسية الأخرى”. وخلال الفترة الماضية خسر الرئيس تحالفات مع قوى “إسلامية” أبرزها حزب النور الذي اتهم جماعة الإخوان بالسعي ل”أخونة الدولة”. وقام عدد من أهالي سوهاج باقتحام ملعب المدينة الذي أقيم فيه لقاء جماهيري للرئيس بعد منعهم من الدخول. ومنذ تولي الرئيس مرسي السلطة في منتصف العام الماضي لم يطرأ تحسن على أحوال المواطنين، ويقول معارضو مرسي إن الأسعار واصلت الارتفاع، والخدمات باتت أكثر ترديا، لكن جماعة الإخوان ومؤسسة الرئاسة تلومان المعارضة، قائلة إنها تقف خلف حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي، مطالبة بمنح الرئيس فرصة للعمل في أوضاع هادئة. من ناحية أخرى، تجددت الاشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين أضرموا النار في سيارة تابعة للشرطة. واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز، بينما تبادل المؤيدون لجماعة الإخوان والمناهضون لها التراشق بالحجارة. وقد الاشتباكات قبل يومين أمام المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، عندما تجمع عدد من الناشطين السياسيين وجماعة “هارلم شيك” للتظاهر احتجاجا على سياسات جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها الرئيس محمد مرسي، ووقعت اشتباكات بينهم وبين أفراد الجماعة الذين يتولون حماية المقر. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن المتظاهرين أشعلوا النيران في سيارة تابعة للشرطة، وظلت تحترق لفترة طويلة قبل أن ينفجر خزان وقودها.وقال المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان محمود غزلان إن مجموعة مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي دعت للتظاهر بالمقطم، مشيرا إلى أن عددا من المتظاهرين عمدوا إلى سب الإخوان بأقبح الألفاظ، واستفزاز شباب الإخوان الموجود أمام المقر. وأضاف غزلان في بيان أن بعض الصحفيين والمصورين الذين حضروا مع المتظاهرين لتغطية الأحداث شاركوا في الاستفزاز، “وإذا بهم يصبحون فاعلا رئيسيا بها، مما تسبب في وقوع اشتباكات محدودة نرفضها جملة وتفصيلا”. كما نقلت وكالة “رويترز” عن شاهد قوله إن عددا من الصحفيين تعرضوا أيضا للضرب. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن ما رسمه الناشطون من شعارات “استفز شباب الإخوان ونشبت اشتباكات بين الطرفين فتدخل الأمن”. وقرر عدد من الصحفيين تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر نقابة الصحفيين للتنديد بما حصل.