لم يحجب وصول المنتخب الجزائري، لأول مرة، إلى صدارة مجموعته الثامنة التصفوية المؤهلة لمونديال البرازيل عقب الفوز أمام البنين، النقائص الكثيرة التي برزت على تشكيلة المدرب وحيد حاليلوزيتش، التي حققت أول فوز لها هذا العام، بعد أن استفادت من عاملي الأرض والجمهور والغيابات المؤثرة في تشكيلة المنافس، وأيضا الأخطاء التحكيمية للثلاثي القادم من جزر موريس. وجاء ''تيهان'' العناصر الوطنية، فوق الميدان، بعد تعديل الزوار النتيجة، عقب الخطأ الفادح الآخر الذي ارتكبه مبولحي، ليعيد للأذهان صور ومشاهد الكان الأخيرة ويبرز، كما أقر به شخصيا المدرب الوطني، ''الهشاشة البسيكولوجية'' للعناصر الوطنية التي تعجز في غالب الأحيان عن التعامل مع ضغط المباريات الهامة. ومن حسن حظ ''الخضر''، هذه المرة، أن الحكم ''الموريسي'' ومساعديه، على وجه الخصوص، كانوا في الموعد، عندما تغافلوا عن وجود جبور في وضعية تسلل خلال لقطة الهدف الثاني الذي وقّعه سفير تايدر، قبل أن يحرم أشبال أموروس من العودة في النتيجة بعد طرد حارسهم بغير وجه حق، قبل خمس دقائق من نهاية الوقت الرسمي من المباراة. وأكدت مباراة البنين، مرة أخرى، على تدني مستوى الحارس مبولحي الذي تعددت أخطاؤه والذي بات يتلقى أهدافا من كل الوضعيات تقريبا، خاصة عن طريق التسديدات من بعيد، في وقت لم يكن الدفاع مؤمّنا بالشكل اللازم، بدليل انفلات مهاجمي البنين في كل مرة وطلبهم الكرة في عمق الدفاع الجزائري، كما أن الاندفاع والحرارة اللتين دعا حاليلوزيتش إلى ضرورة التسلح بهما، لم تكن حاضرة بالشكل الكافي، حيث خسر لاعبونا العديد من الصراعات الثنائية، في حين بدا تضخيم المردود الذي قدمه اللاعبون الجدد ياسين براهيمي وسفير تايدر وفوزي غولام، خلال المباراة، مبالغا فيه، حتى وإن كان الثنائي الأخير قد ساهم بشكل مباشر في الثلاثية المسجلة، بينما يبقى مردود عدلان فديورة يطرح أكثر من علامة استفهام. وستكون العناصر الوطنية مطالبة برفع مستواها، في حال ما كان المنتخب يتطلع فعلا للوصول إلى نهائيات المونديال للمرة الثانية على التوالي، وهو ما يدركه جيدا المدرب الوطني المطالب بالتفاوض جيدا خلال الخرجتين المقبلتين إلى البنين ورواندا على التوالي، حيث يجب تحقيق أربع نقاط على الأقل، قبل استقبال المنافس الأخطر وهو منتخب مالي، في مباراة فاصلة في نهاية التصفيات. وستصعب المأمورية أكثر، بعد التأهل للدور التصفوي الأخير الذي سيجمع أفضل عشرة منتخبات إفريقية، مادام أنه وعلى عكس تصفيات أمم إفريقيا الأخيرة، فالمنتخبات الكبيرة التي برزت بغيابها عن نهائيات ''كان'' ,2013 قد حفظت الدرس جيدا وهو ما يعكسه الحضور القوي والنتائج المميزة لمنتخبات مصر والكاميرون والسينغال، التي تحتل صدارة مجموعاتها، ما يؤشر على صدام قوي ينتظر المنتخب الجزائري في حال صعوده إلى هذا الدور.