عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره''، رواه مسلم. وعن أبي شريح الكعبي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: الجار لا يأمن جاره بوائقه، قالوا يا رسول الله: وما بوائقه؟ قال: شرّه''، رواه أحمد. حذّر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تحذيرًا شديدًا مَن يؤذي جاره، والأذى بغير حقّ مُحرَّم، وأذية الجار أشدّ تحريمًا. وقد جاء الوعيد الشّديد من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم محذّرًا كلّ متطلّع على عورات جيرانه ونسائهم، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألتُ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: أن تجعل لله ندًا وهو خلقك، قلتُ: إنّ ذلك لعظيم، قلت: ثمّ أيّ؟ قال: وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك، قلت: ثمّ أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارِك''، رواه البخاري. وليس من حقّ الجار على جاره أن يردّ الأذى بمثله، بل عليه بالصّبر واحتمال الأذى منه، لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''ثلاثة يحبهّم الله وثلاثة يشنؤهم (يبغضهم) الله: الرّجل يلقى العدو في فئة فينصب لهم نحره حتّى يُقتل أو يفتح لأصحابه، والقوم يسافرون فيطول سراهم حتّى يحبّوا أن يمسّوا الأرض فينزلون، فيتنحّى أحدهم فيصلّي حتّى يوقظهم لرحيلهم، والرّجل يكون له الجار يؤذيه جاره فيصبر على أذاه حتّى يفرق بينهما موت أو ظعن (السفر والارتحال)، والّذين يشنؤهم الله: التاجر الحلاَّف، والفقير المختال، والبخيل المنّان..''، رواه أحمد.