أوردت مصادر في المكتب السياسي للأفالان أن جهات رسمية في الدولة طلبت من منسق المكتب، عبد الرحمن بلعياط، عدم دعوة اللجنة المركزية للانعقاد إلا بعد العودة إليها، لتحضير ظروف نجاحها، أي الإجراءات الأمنية والتنظيمية، وصدر الطلب قبل الوعكة الصحية التي تعرض لها الرئيس. وقالت مصادر في الحزب في وقت سابق إن ما يعيشه الحزب العتيد كان مصدر انشغال لبوتفليقة الذي يشغل منصب رئيس شرفي للحزب. وأقر قياديون في الحزب أن انشغال الرئيس بصحته يبعد فرص عقد دورة اللجنة المركزية في الفترة القصيرة المقبلة، وخصوصا في غياب اتفاق بين أجنحة الحزب على موعد أو مرشح، ما يضطر الأفالانيين للحسم في مصيرهم دون انتظار تدخل بوتفليقة. بينما تتوقع مصادر أخرى في الحزب حدوث اختراق بما يمكن من جمع أعضاء اللجنة المركزية في شهر ماي المقبل. وفي هذا الصدد دعا بوجمعة هيشور، عضو اللجنة المركزية، إلى مصالحة داخلية بين أجنحة الحزب تمهيدا لإجراء دورة اللجنة وإنهاء الفراغ القائم على مستوى قيادة الجبهة. وتوجه هيشور إلى أعضاء اللجنة لأجل الاحتكام إلى الصندوق من أجل تجسيد الممارسة الديمقراطية، باعتبار أن الوضع الحالي في الحزب والحراك القائم في الجزائر يحتم على الحزب المشاركة في النقاش. وقال: ''الحزب اليوم ليس محصورا في معركة إجرائية بقدر ما يعيش أوقاتا عصيبة تستدعي من كل واحد البحث عن الطريق الأمثل للخروج من هذه الأزمة المقصودة أو المفروضة''. وأشار هيشور في قراءته لحال الأفالان، ضمن مساهمة بعث بها إلى يومية ''الخبر''، إلى وجود مجموعات تريد جره إلى مستنقع لعبة التموقع، في حين تسعى تيارات أخرى، لم يحددها بالاسم، إلى ''إبعاده عن استحقاقات 2014 من أجل فرض خيارات تتماشى وأهواءهم''، وتابع: ''يجب إذن تفكيك هذا اللغم عبر تماسك صفوفنا''. وأضاف: ''لا يمكن لحزبنا أن يبقى بدون أمين عام، فهذه الوضعية لا تخدم حزبا بحجم حزب جبهة التحرير الوطني والبلاد، خاصة في الظروف الجيو- سياسة الحالية، وكل هذا لفائدة من ؟''. ودون أن يجيب عن التساؤل، أبرز بوجمعة هيشور أن الحزب ''محتاج لكل مناضلاته ومناضليه للتخلص من هذه الوضعية المؤسفة''. متوقعا ''خروج الأفالان من أزمته''. وأضاف إن ''الذين يعتقدون بأن حزب جبهة التحرير الوطني لا يمكنه الخروج من هذه الأزمة فليعلموا بأنه عاش زوابع مماثلة وخرج منها كبيرا''.