تمكن مواطنو حي 50 مسكنا ''ديبلاكس'' وسط مدينة المسيلة، وبإمكانات بسيطة جدا، من تحويل قطعة أرض كائنة بمحيط هذا الأخير إلى تحفة فنية رائعة، أضفت على المكان رونقا وبهاء، بعد أن كانت محل أطماع جهات عمومية وخاصة بنيّة الاستحواذ عليها منذ عدّة سنوات. سكان الحي الذين لم يهضموا إقدام السلطات المحلية على تخصيص القطعة المذكورة لإنجاز مقر مديرية السياحة، خصوصا أن هذه الأخيرة تبقى المنفذ الوحيد الذي بقي متوفرا كمتنفس لهم، في ظل الحصار الذي ضرب عليهم من قِبل مختلف الجهات الأخرى، والتي استولت عليها الوكالة العقارية خلال سنوات التسعينات ووزعتها على بعض المحظوظين كمساكن فردية، الأمر الذي جعلهم هذه المرة يرفضون التفريط في هذه القطعة، حيث قاموا وبإمكانات بسيطة وذاتية بتحويلها إلى فضاء أخضر، بغرس العديد من الشواهد الجمالية فيها، في إطار تضامني غير مسبوق فيما بينهم. المساحة، اليوم، رغم ما أضفته من مسحة جمالية على الطريق المؤدي إلى وسط المدينة بالمحاذاة من مقر أمن الولاية، والاستحسان الذي لقيته المبادرة من قِبل سكان باقي الأحياء، إلا أنها استطاعت أن تكشف بشكل أو بآخر فضيحة المساحة الخضراء الكائنة بالقرب من حي ألف مسكن، والتي كلفت خزينة البلدية أزيد من مليار و700 مليون سنتيم، في أشغال تبليط يمكن تسميتها بأي شيء إلا مساحة خضراء.