مرسي يدعو وحدات الجيش للتأهب ويهدد بعملية نوعية تتصدر أزمة الجنود المختطفين في شبه جزيرة سيناء المشهد العام في مصر، وسط حالة من القلق والتوجس بين مختلف القيادات السياسية والخبراء العسكريين وعائلات المختطفين، فيما يستمر عدد من الجنود في إغلاق معبر رفح البري لليوم الرابع على التوالي، احتجاجا على اختطاف زملائهم. في نفس الوقت أجرى الرئيس المصري محمد مرسي مزيدا من المشاورات مع قادة الأجهزة العسكرية والأمنية، بشأن كيفية تحرير الجنود المختطفين وبحث الجهود التي تستهدف سرعة الإفراج عنهم وإنهاء الأزمة. وفي الأثناء، أدانت الرئاسة المصرية الفيديو الذي تم تداوله عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، والذي يصور الجنود المختطفين معصوبي الأعين، مؤكدة أنه فعل مشين، وأنها ترفضه وتدينه بشدة، وقالت إن الرئيس مرسي يولي قضية اختطاف الجنود أهمية خاصة، وتعامله معها واضح وهدفه هو الإفراج عن المجندين المختطفين مع الحفاظ على سلامة أرواحهم. وبالموازاة، رفعت وحدات الجيش الثاني الميداني وقوات حرس الحدود الموجودة بمنطقة العريش حالة الطوارئ، تأكيدا للاستعداد ''لأي عمليات مداهمة لبؤر إجرامية وعناصر متطرفة خلال الساعات المقبلة''، لاستعادة الجنود المختطفين إذا تعثرت المفاوضات، بينما أعلنت حركة حماس الحدود مع مصر منطقة عسكرية مغلقة. واعتبر اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، أن الحديث عن التفاوض مع مختطفي الجنود خطأ فادح، وإذا كان الأمر مجرد خدعة لكسب الوقت فقط، كالاتفاق على تبادل الجنود المختطفين بآخرين من السجناء فهو جائز، أما تنفيذ مطالب المختطفين فيعتبر ضياعا لهيبة الدولة ومؤشرا لضعف أجهزتها. وأكد ل''الخبر'' أن عملية خطف الجنود ما هو إلا نتاج لما حدث طوال الشهور الماضية، نتيجة الإفراج عن مساجين إرهابيين، ما أدى إلى تكوين بؤر إرهابية في شتى أنحاء سيناء. من جانبه، يرى اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري والمدير التنفيذي للمركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والمستقبلية، أن أزمة اختطاف الجنود المصريين أخذت أكثر من حجمها الطبيعي، وأن اختطاف الجنود من قبل خارجين عن القانون بعيدا عن المواقع العسكرية، بهدف تنفيذ مطالب معينة من الحكومة، والمتمثلة في الإفراج عن ذويهم، ليس لها علاقة بهيبة الدولة، داعيا إدارة الرئيس مرسي إلى التصرف بحكمة واحترافية في معالجة الأزمة، بعيدا عن التوظيف السياسي الذي تستخدمه قوى المعارضة لتشويه صورة الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، مضيفا في تصريح خص به ''الخبر'': ''هناك توظيف إعلامي في غير محله لهذه الأزمة، وأدعو قوى المعارضة إلى تحكيم العقل، وعدم توظيف هذه الأزمة للنيل والثأر مكن جهات معينة''. وفي تعليقه على تصريحات بعض القيادات العسكرية بتنفيذ عملية عسكرية وشيكة لتحرير الجنود المختطفين، يقول محدثنا: ''نحن لسنا في حالة حرب ضد إخوتنا في سيناء، لكن إذا فشلت الجهود الأمنية في حل الأزمة، يصبح التدخل الأمني بالقوة أمرا واجبا''. وفي سؤال حول إعلان حماس الحدود مع مصر منطقة عسكرية، يجيب الخبير العسكري: ''حماس تريد أن تخرج بنفسها بعيدا عن الحادث، وتحاول السيطرة على الحدود حتى لا تتهم بأنها ساهمت في هروب الجنود المختطفين، وبالتالي فهي تنأى بنفسها عن التدخل في الشأن الداخلي المصري''.