ذكر عبد الكريم يلس، مدير مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، أن الهزات الأرضية التي شهدتها بجاية طيلة ماي الجاري، وإن كانت تندرج ضمن النشاط الزلزالي الطبيعي، ستخضع للدراسة من قبل المركز الذي يسجل عبر كامل ولايات الوطن 100 هزة أرضية كل شهر بسبب تقارب القارات والصفائح التكتونية. علما أن ساحل الجزائر لم يرجع إلى مستواه عقب زلزال بومرداس. ناقش، أمس، المشاركون في الملتقى الدولي حول الزلازل الكبرى في البحر الأبيض المتوسط، مسألة الوقاية من هذه الظاهرة للتقليل من الخسائر البشرية والمادية، والذي لا يكون إلا بتحسين المعارف الخاصة بالنشاط الزلزالي الذي تعتبر الجزائر أحد المعنيين بهذه الظاهرة، التي خلّفت قبل 10 سنوات في ولاية بومرداس 2227 قتيلا وخسائر مادية فاقت 5 ملايير دولار. ودعا مدير مركز البحث في علم الفلك، في مداخلة له، إلى ضرورة تبني النظام المضاد للزلازل خلال تشييد البنايات الجديدة، مستدلا بالجامع الأعظم بالمحمدية الذي تم مراعاة في أساساته هذا النظام. وأشار إلى أن السلطات العمومية تركز كثيرا على وضع خريطة للأخطار الزلزالية، بالنظر إلى أهميتها في التسيير والوقاية من الكوارث الطبيعية، وذكر بأن الخريطة المتوفرة حاليا ''تحظى بالمصداقية والدقة، وهي ثمرة عمل كبير قام به المركز''. وكان موضوع رصد الزلازل في منطقة البحر المتوسط، أحد المواضيع الرئيسية المدرجة في جدول أعمال هذا الملتقى الدولي، الذي يدوم ثلاثة أيام، حيث تم استعراض تجربة الحماية المدنية في زلزال بومرداس، إلى جانب مناقشة الأنظمة القائمة الخاصة برصد الزلازل في بلدان المتوسط، وتسليط الضوء على التقدم المحرز في مجال تعزيز المعايير السليمة لتشييد الأبنية المقاومة للزلازل.