كشف المدير العام لمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء “الكراغ”، عبد الكريم يلس، أن وجود الجزائر فوق “طبقة تكتونية” تتوسط القارة الإفريقية والأورومتوسطية يجعل منها منطقة نشاط زلزالي متوسط القوة، معلنا في ذات السياق أن الجزائر تسجل من 60 إلى 80 حركة زلزالية شهريا. قال السيد عبد الكريم يلس إن الزلزال ظاهرة متواصلة بحدوث الهزات، رغم عدم الشعور بها في كثير من الأحيان، إلا أن أجهزة الرصد والتجهيزات التقنية المتطورة التي تستعمل لتسجيل الهزات تحصي العديد منها وباستمرار عبر المناطق الشمالية والتلية الأكثر تعرضا لها، وبالخصوص المناطق الساحلية، حيث تسجل من 60 إلى 80 حركة زلزالية في الشهر بمعدل هزتين في اليوم في المناطق المذكورة سابقا، وهو ما يؤكد الطرح القائل بأن الجزائر تقع في منطقة تصادم بين إفريقيا وأوروبا. وأوضح ذات المتحدث أمس بمناسبة عقد الندوة الوطنية حول مراجعة نظام الزلازل في الجزائر في تصريحات إذاعية للقناة الثالثة، أن كل الدراسات الحالية والسابقة التي أعقبت زلزال 10 أكتوبر عام 1980 بالأصنام ولاية الشلف حاليا، حددت النشاط الزلزالي في الجزائر والمناطق المعرضة له في أية لحظة وبينت تلك الدراسات والبحوث التي أشرف عليها مختصون وخبراء على مدار 30 سنة كاملة أن ظاهرة الزلزال مستمرة بحكم وقوع الجزائر على طبقة تكتونية تتوسط القارة الإفريقية والأورومتوسطية، جعل منها منطقة نشاط زلزالي متوسط القوة. وكشف المتحدث أن خريطة النشاط الزلزالي التي يوشك خبراء من الانتهاء منها من جيولوجيين ومختصين في علم الزلازل، أن المناطق الشمالية لاسيما الساحلية والتلية هي المناطق الأكثر عرضة للهزات الزلزالية مقارنة بوجود كثافة سكانية عليها تشكل 60 بالمائة من العدد الإجمالي للسكان في الجزائر، ما يجعل التفكير مليا في وضع نظام لمواجهة الزلازل للتدخل والوقاية وحماية مراكز التدخل واتخاذ القرار من الخطر الزلزالي، معتبرا أن جميع المعنيين بهذا الملف عملهم يصب في خانة التقليل من الأخطار بناء على معطيات الخريطة الزلزالية، داعيا إلى تفادي البناء والتشييد على الأرضيات والمواقع المعرضة للزلازل.