قال رئيس مجلس الأمة إن الرئيس بوتفليقة ''بخير''، ودعا من وصفهم ب''الأصوات الناعقة'' إلى ''الحياء'' وترك الرجل يرتاح حتى يعود إلى أرض الوطن، وهو تأكيد آخر من الرجل الثاني في الدولة بأن الرئيس مازال في المستشفى الفرنسي ''فال دوغراس''. لم يكن عبد القادر بن صالح بحاجة إلى استئناس بالورقة وهو يقرأ خطابا لدى افتتاحه يوما دراسيا حول ''مجلس الأمة: التجربة والآفاق''، لما وصل إلى نقطة كان لابد له فيها أن يتحدث عن قضية الساعة ''صحة الرئيس''، فتخلى عن ورقة خطاب أشاد فيه بدور مجلس الأمة، مسترسلا ودون ارتكاب أخطاء في الحديث عن القضية التي شغلت الجزائريين كما شغلت الخارج، وبدأ بن صالح بدعوة قال فيها: ''فلتستح الأصوات الناعقة ودعاة التيئيس وتترك الرجل يرتاح حتى يعود إلى الوطن، مواصلا رسالته في البناء والتشييد''. وأضاف للتأكيد: ''صحة الرئيس بخير والحمد لله''، داعيا له ''بالصحة والشفاء''. كما دعا إلى ''عدم الخوض في أمور من شأنها أن تمس بأمن واستقرار الدولة''. وبدا بن صالح، وهو ثاني رجل في الدولة، دستوريا، أكثر ثقلا في تناوله موضوع صحة الرئيس، ممن تحدثوا قبله من رسميين وحزبيين، وظهر أن تطمينات الحكومة حول تحسن صحة عبد العزيز بوتفليقة لم تزد الجزائريين إلا قلقا قبل عام عن الانتخابات الرئاسية، بينما ظلت المعارضة تطالب بالحقيقة ''المصورة''. ويأتي تصريح رئيس مجلس الأمة بعد يوم من تصريح الوزير الأول، عبد المالك سلال، موضحا أن الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة ''تشهد تحسنا يوما بعد يوم وأنه يخضع للراحة بهدف الشفاء التام''. كما أنه ''يتابع يوميا نشاطات الحكومة في انتظار عودته لمواصلة مهامه خدمة للجزائر والأمة''. وأبان بن صالح عن انزعاج ملحوظ وهو يدعو من أسماهم ''الأصوات الناعقة'' إلى أن ''تستحي''، حينما كان يرد، حسب الظاهر، على الذين توقعوا وجود الرئيس في غيبوبة أو أن صحته متدهورة بما يتطلب تطبيق المادة 88 من الدستور، المطلب الذي رفعه عدد من الأحزاب المعارضة، بينما رفض المعني إعطاء المزيد من التوضيحات حول صحة الرئيس، لما حاول الصحفيون الاقتراب منه، وقال: ''ما تريدونه قلته في كلمتي''. قبل ذلك، أراد المسؤول الأول في الغرفة العليا تذكير من يهمهم أمر بوتفليقة، فعدد ''إنجازاته'' على أن ''الرئيس جنب البلاد الكثير من المآسي والمحن التي تعتبر بعض الدول العربية مسرحا لها''، كما تابع: ''التغييرات التي عرفتها دول في المنطقة لن تطال الجزائر رغم نداءات رسل الفتنة، لأن الإصلاح الحقيقي الذي باشره بوتفليقة كان قد سبقها''. برلمانيا، دافع بن صالح عن دور مجلس الأمة، وقال إن البرلمان الجزائري سيكون أكثر أهمية في المرحلة المقبلة، وسيعرف في ظل مراجعة الدستور المرتقبة تحولا نوعيا، وراهن على التحول المنشود في تمكين البرلمان بغرفتيه من تحقيق التوازن المؤسساتي ''المنشود''، وترسيخ المكانة الديمقراطية وترقية وحماية حقوق المواطن، وتعزيز مكانة الدولة العصرية، والقوية.