وجه تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تحذيرا شديد اللهجة إلى حركة النهضة والحكومة في تونس من مواصلة استهداف التنظيم السلفي »أنصار الشريعة«، داعيا إلى تحكيم من اسماهم بعلماء الأمة الموثوقين وعدم اللجوء إلى الحكومات الغربية، مؤكدا من جهة أخرى تشبثه بتوجيهات زعيم »القاعدة« أيمن الظواهري بعدم استهداف الحكومات التي تأسست بعد ما يسمى ب »الثورات العربية«. دعا تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي حركة النهضة والحكومة في تونس، خصوصا وزير الداخلية إلى تحكيم من اسماهم علماء الأمة الموثوقين بدل اللجوء للحكومات المشبوهة على حد تعبيره ومنها أمريكا وفرنسا وبريطانيا وبعيدا عن ضغط الأجهزة الإقليمية والدولية، وحذر التنظيم الإرهابي في تسجيل بث على موقع التنظيم في شبكة الانترنيت، قرأه المدعو أحمد أبو عبد الله الجيجلي الجزائري مدير مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي الحكومة التونسية وحركة الشيخ راشد الغنوشي من مواصلة استهداف عناصر »أنصار الشريعة« ، معلنا في نفس السياق عن مساندته لتنظيم »أنصار الشريعة« في تونس، مشيرا إلى ما اعتبره ازدواجية خطاب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في التسعينات عندما كان في الاتجاه الإسلامي واليوم حينما أصبح في السلطة. وقال أحمد أبو عبد الله الجيجلي الجزائري: »نؤكد أننا لازلنا ملتزمون بتوجيهات شيخنا و أميرنا الشيخ الدكتور أيمن الظواهري حفظه الله بعدم استهداف حكومات ما بعد الثورات و مد يد التعاون معها على تحكيم الشريعة وتحرير بلاد المسلمين وفي مقدمتها فلسطين وإقامة العدل بين المسلمين ونجدد التزامنا بتوصيات أميرنا الشيخ الدكتور أيمن الظواهري وتوجيهات أميرنا الإقليمي الشيخ أبي مصعب عبد الودود، بعدم استهداف الجيش وقوى الأمن التونسيين إلا على سبيل الدفاع على النفس وأرجو أن تقرأ الحكومة التونسية هذه الرسالة قراءة صحيحة«، ويبدو أن القراءة الصحيحة سوف تحيل الحكومة علي العريض المؤقتة في تونس على قراءتين، فالفرع المغاربي للقاعدة يعتبر بأن ما يقوم به في جبل الشعانبي، الذي يشهد موجهات مع الجيش والقوات الأمنية التونسية منذ أيام، »مجرد دفاع عن النفس«، وأنه لا يعتبر تونس »أرض جهاد«، حسب التعابير والمصطلحات المستعملة عادة من قبل التنظيمات الجهادية، ويريد أن تفهم حركة النهضة والحكومة المؤقتة في تونس بأن استهداف أنصار الشريعة سوف يجر تونس إلى مواجهة مفتوحة مع القاعدة. ووجه القيادي في تنظيم الفرع المغاربي للقاعدة نداءا لحركة النهضة جاء فيه: »ننصح حركة النهضة بمراجعة سياستها تجاه التنظيم والكف عن التصريحات المعادية التي تضرها أكثر مما تنفعها«، هي إشارة صريحة إلى التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة المؤقتة علي عريض الذي اتهم »أنصار الشريعة« بالإرهاب والارتباط بتنظيم القاعدة. ودعت جماعة «أنصار الشريعة» أول أمس الثلاثاء إلى التظاهر غدا الجمعة في مدينة القيروان أمام مقر حركة النهضة الإسلامية الحاكمة للمطالبة بإطلاق سراح الناطق الرسمي باسم الجماعة نصر الدين الرايس الموقوف منذ الأحد الماضي، ونشر التنظيم على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك »دعوة عامة لكافة المسلمين، وقفة احتجاجية نصرة للشيخ سيف الدين الرايس بعد صلاة الجمعة أمام مقر حركة النهضة قرب باب الجلادين (في القيروان)«. وكانت قد جرت مواجهات دامية الأحد المنصرم وسط العاصمة بين عناصر »أنصار الشريعة« المحتجين على منع مؤتمر الجماعة والأمن التونسي، وقد أسفرت عن مقتل متظاهر وإصابة 6 آخرين وجرح 21 رجل أمن أحدهم في حالة خطيرة، علما أن »أنصار الشريعة« التي تأسست في 2011 لا تعترف بالدولة وبالقوانين الوضعية وتطالب بإقامة دولة خلافة إسلامية تطبق فيها الشريعة الإسلامية. وكان زعيم أنصار الشريعة أبو عياض قد بعث برسالة جديدة إلى السلفيين حثهم فيها على مواصلة الثبات لنشر الدين والدعوة رغم العراقيل والمصاعب، محذرا إياهم من التراجع، كما هدد أبو عياض من سماهم بالطواغيت، في إشارة للحكومة وقوات الأمن، كما هدد بالدخول في مواجهة مسلحة مع كل من يحاول محاربة الإسلام حسب قوله، وصرح في رسالته: »فإن أمريكا والغرب والجزائر وتركيا وقطر التي تنتصرون بها لن تجديكم مناصرتهم شيئا إذا ما قعقعت السيوف واريشت السهام وضرب النصال بالنصال فوالله إن أرواحنا أرخص من أن نحرص عليها إذا ما حورب ديننا وضيق على دعوتنا..«.