أعلن عبد الرزاق مقري، في تجمع له بمدينة سطيف، عشية أمس، أن حركة مجتمع السلم قررت أن تعيد التوازن للمعادلة السياسية في الجزائر، وذلك عبر تأسيسها لمفهوم جديد للمعارضة السياسية، يقوم على تقوية الأحزاب كلها لرفع درجة المنافسة السياسية، مؤكدا بأن حركته كبيرة ولا يمكنها أن تتنافس سوى مع الكبار. وحذر عبد الرزاق مقري من تمادي السلطة في استعراض عضلاتها المالية على حساب الاقتصاد الوطني، خاصة سياسة رفع الأجور غير المدروسة، والتي ستؤدي حتما إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة مع قرارها الارتجالي منح قرض لصندوق النقد الدولي، دون استشارة أي مؤسسة اجتماعية أو تشريعية أو حتى اقتصادية، حيث استغنت السلطة بريع البترول عن جميع القوى الوطنية وحتى المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية. وهو ما يدعو، حسب مقري، إلى تكاثف العمل على افتكاك كل القوى السياسية لسيادتها والعمل باستقلالية من أجل تكوين شخصيات قيادية، في وقت تسعى القوى الوطنية الخفية إلى تصحير الساحة السياسية من الزعماء والقادة، لتعمل على نشر الفساد بكل أبعاده. وكشف رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أول أمس، على هامش أول لقاء عقده مع مناضلي ولاية وهران، بعد المؤتمر الخامس، عن شروع حركته في طرق ملف الرئاسيات، معلنا عن اجتماع تشاوري، نهار اليوم الأحد، مع مجموعة 14 لدراسة كل السيناريوهات المطروحة والمحتملة. وقال مقري، الذي كان مصحوبا ببعض أعضاء المجلس الشوري، إن ''هذا اللقاء التشاوري مع الأحزاب المنضوية في إطار مجموعة 14 فرضه قرب موعد الرئاسيات المقرر موعدها في ,2014 ولكن سرّعه مرض رئيس الجمهورية الموجود في فترة نقاهة بمستشفى ''المعطوبون'' بفرنسا''، مضيفا بأن هذا اللقاء التشاوري سيتم توسيعه فيما بعد ليشمل جميع الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية المعنية بالموعد الانتخابي الهام، وذلك من أجل تحديد تصور عام للوضع، وضبط أفق واضح سيتم عرضه على المجلس الشوري للحركة، وبعدها للفصل فيه. أما بخصوص مرض الرئيس، فجدد مقري مطالبة الحركة باعتماد الشفافية التامة في معالجة هذا الملف، مرجعا الإشاعات التي تروج هنا وهناك إلى ''عدم وجود الثقة لدى الشعب، الذي ينبغي أن يتم إشراكه في صنع المستقبل، والطبقة السياسية التي تسعى إلى تحاشي فرضية صنع الرؤساء في العلب السوداء''. وخلال كلمته أمام مناضلي الحركة الذين غصت بهم قاعة فندق الأزهار بوهران، قال مقري: ''لا نريد أن تتحول الاحتجاجات التي تندلع في كل المناطق وفي كل القطاعات إلى خطر يهدد البلاد، لأن الفتنة والفوضى ليست في مصلحة الجزائر، الأمر الذي يستوجب التغيير عن طريق الصندوق والنضال السلمي بموجب عقد اجتماعي يشارك فيه الجميع يكون التنافس فيه على البرامج والأفكار''. بالمقابل، أسهب رئيس الحركة كثيرا في الحديث عن الفساد الذي استشرى في البلاد حتى أصبح كما أشار ''يمشي على رجليه''، مؤكدا بأن الدولة فيها الكثير من الشرفاء والنزهاء، ولكن زمرة المفسدين لها نفوذ كبير وسلطة، داعيا الجهات الوصية إلى ضرب من ينهبون البترول وخيرات البلاد ولهم أرصدة في الخارج بيد من حديد، مبديا استغرابه من تمكن شكيب خليل، وزير الطاقة السابق، من مغادرة التراب الوطني عن طريق المطار بالرغم من الفضائح الكبيرة التي طالت سوناطراك وكبّدت خزينة الدولة أموالا طائلة.