قال السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، علي العسكري، إن الهيئة الرئاسية التي زكاها المؤتمر الخامس للحزب، نهاية الأسبوع الماضي، ستقود الحزب في مرحلة انتقالية، على أن يتم تقييم عمل هذه الهيئة خلال المؤتمر المقبل، وعلى أساس ذلك التقييم ''سننظر في مدى جدوى هذه هيئة''. قال علي العسكري، في ندوة صحفية عقدها، أمس، لتقييم نتائج المؤتمر، إن الهيئة الرئاسية ستعمل على حماية الخط السياسي للأفافاس، وعدم الحياد عن خط الزعيم حسين آيت أحمد، مشيرا إلى أن أبرز عامل تمت مراعاته في اختيار أعضاء الهيئة، كان الانسجام فيما بين أعضائها الخمسة، واعتبر وجود قائمة واحدة دليل على الانسجام والإجماع الداخلي في الحزب. وذكر العسكري أن فكرة القيادة الجماعية للحزب مستوحاة من القيادة الخماسية التي أشرفت على مؤتمر الصومام لثورة التحرير عام ,1956 ومن تجارب أحزاب سويسرية. وانتقد العسكري أسئلة طرحت بشأن كون أعضاء الهيئة الرئاسية الخمسة هم من منطقة واحدة، مشيرا إلى أن ''استمرار الحديث عن الجهوية في العمل السياسي بدل الكفاءة والرصيد النضالي هو حديث بال''. وأكد نفس المصدر أن المؤتمر كان ناجحا، وحقق الإجماع الداخلي في الحزب. وأرجأ العسكري تعيين السكرتير الأول للحزب إلى وقت لاحق، دون أن يحدد مدة زمنية لذلك، ونفى أن يكون هناك أي اسم مطروح في الوقت الحالي، لكنه أشار إلى أن الهيئة الرئاسية ستتشاور حول الشخصية التي سيسند لها منصب السكرتير الأول، قبل الدعوة إلى عقد دورة أولى للمجلس الوطني لتزكيته. وردا على سؤال حول الانتخابات الرئاسية المقبلة عام ,2014 قال العسكري إن الحزب لم يطرح مسألة الرئاسيات كونها ليست أولوية في الوقت الحالي، وقد تناقش في الاجتماع المقبل للمجلس الوطني. ولم تحدث مفاجآت كثيرة في المؤتمر الخامس للأفافاس، لكن أبرز مفاجأة ربما هي إخفاق السكرتير السابق للحزب، أحمد جداعي، الذي كان ينوي تقديم قائمة للفوز بالهيئة الرئاسية، في الحصول على مقعد في المجلس الوطني، حيث ترشح جداعي في العاصمة وفشل في انتزاع العضوية، ما يعني استبعاده رسميا من إمكانية إسناد منصب السكرتير الأول له، كما فشلت النائب السابقة المعروفة دليلة طالب في الفوز بمقعد في المجلس الوطني، بعدما ترشحت في العاصمة. عمليا، انتهى المؤتمر وقطع الحزب 50 سنة من حكم الزعيم، لكن الحكم على نجاح المؤتمر الخامس مرتبط بالتوجهات والخيارات التي سينحى إليها الحزب في المرحلة المقبلة، وبمدى صدقية تغير آلية صناعة القرار في الحزب، خاصة أن إبقاء حسين آيت أحمد رئيسا شرفيا، ولو من دون صلاحيات، وانتخاب هيئة رئاسية من شخصيات مقربة منه كالعسكري ورشيد حاليت ومقران شريفي، إضافة إلى سعاد إشلامن وعزيز بهلول، يعطي بالنسبة لكثير من المراقبين إشارة إلى أن الرباط الأخلاقي والسياسي سيظل بيد آيت أحمد، ولو في شكل توجيهات واقتراحات، تأخذ لدى قيادة الأفافاس شكل قرارات سياسية، خاصة فيما يتعلق بالاستحقاقات السياسية الكبرى كالانتخابات الرئاسية.