بابا أحمد: كل النقابات دون استثناء جمّدت احتجاجاتها لم يخل امتحان نهاية التعليم الابتدائي، أمس، من هزّات في نفسيات المترشحين الذين لا يتجاوز سن أكبرهم 11 سنة، حيث تأثّر العديد منهم من إجراءات الحراسة والتنظيم التي لم يعتادوا عليها خلال السنة الدراسية. وقد عرفت مراكز الامتحان حالات لبكاء شديد وتقيؤ وتبوّل لا إداري وسط الممتحنين، ما استدعى نقلهم إلى المكاتب الصحية المتواجدة بمراكز الامتحان. خيّم، أمس، شبح المقاطعة لامتحان نهاية التعليم الابتدائي المعلن من قبل النقابة الوطنية لعمال التربية «الأسنتيو»، والنقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «سناباست»، على مراكز امتحان «السانكيام»، ودخل على ضوئه مديرو التربية في الولايات في حالة «استنفار» لاحتواء الأوضاع. ول «حسن حظ» التلاميذ، على الأقل في العاصمة، لم تكن هناك مقاطعة ومر الامتحان «إداريا» في ظروف عادية. وكانت جولة «الخبر» لمراكز الامتحان، بدايتها من متوسطة عبتوت أحمد بالأبيار في العاصمة، وكل الترتيبات الإدارية كانت جاهزة لاستقبال المترشحين الذين طولبوا بالحضور إلى المراكز في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا. وفي المركز نفسه، شهد حالة لمترّشح أصابه إعياء شديد نتيجة الضغط والخوف من الامتحان، الذي انطلق في حدود الساعة الثامنة والنصف، خلافا للمواسم الفارطة، في مادّة اللغة العربية، وأصيب التلميذ ب «التقيؤ الحاد» استدعى تحويله على مكتب الصحة بالمركز وقّدمت له الإسعافات الأولية اللاّزمة، حسب ما علمته «الخبر» من مكتب الصحة. أمّا الوجهة الثانية، فكانت في نفس البلدية بمركز امتحان أحمد شويطر، فاختلفت ألوان ملابس المترشحين باختلاف مستلزمات الامتحان، لكن الخوف كان «سمتهم على وجوههم»، حيث اعتبرها عدد من التلاميذ في حديث مع «الخبر»، بمثابة «النقلة» في مشوارهم الدراسي والحياتي، وقال أحدهم «لابد لي أن أفرّح والداي، لأنّهما تعبا من أجلي كثيرا». وسجّل على مستوى مراكز الامتحان التابعة لمديرية التربية وسط الجزائر، غياب 37 مترشحا، وتحويل 4 حالات على المراكز الصحية، فيما استجاب كافة الأساتذة والمعلمين المكلفين بالحراسة والتأطير. وفي ذات المركز، قالت طبيبات في المكتب الصحي ل «الخبر»، إنّهن لم يسجلّن حالات نفسية أو صحية صعبة وسط المترشحين، ما عدا «التقيّؤ» وسط عدد كبير منهم، بينما تجاوب العديد منهم مع المواضيع الثلاثة، وهي العربية والرياضيات واللغة الفرنسية. من جهته، أعطى وزير التربية عبد اللطيف بابا أحمد، أمس، من تيزي وزو، إشارة انطلاق امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي للدورة الأولى، التي يشارك فيها 988 .621 مترشح. وأشرف الوزير رفقة والي الولاية، ومدير التربية، بالمدرسة الابتدائية «صليحة واتيكي» بمدينة تيزي وزو، على فتح الظرف المتعلّق بموضوع الامتحان في مادة اللغة العربية. فيما تنظم الدورة الثانية لهذا الامتحان يوم 25 جوان القادم، وسيتم تقديم دروس الدعم بالمؤسسات التعليمية إلى غاية يوم 24 جوان، حسب ما أكده الوزير. من جهته، قال وزير التربية الوطنية، عبد اللطيف بابا أحمد، على هامش إشرافه، صباح أمس، على انطلاق امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي بولاية تيزي وزو، إنه سيتم التخلي عن الكتاب المدرسي نهائيا خلال العشر سنوات المقبلة. وأرجع عدم تعميم تدريس اللغة الأمازيغية عبر الوطن، إلى عدم وجود الأساتذة المختصين في هذه المادة. وأكد الوزير إن عدد أساتذة اللغة الأمازيغية حاليا، لا يستجيب إطلاقا للحاجيات الحقيقية التي تمكّن من تعميم تدريس هذه المادة عبر الوطن. «وما دمنا لا نملك الإمكانيات البشرية، فإنه لا يمكن فرض هذه المادة على التلاميذ»، وربط تعميم تدريسها بتوفر المدرسين المختصين، مشيرا إلى أن الوزارة تبذل جهودا لتدارك نقص الأساتذة في هذه المادة. وبخصوص الاقتراحات المنبثقة عن فتح النقاش حول تقييم الإصلاحات، قال الوزير إن التعديلات التي ستطرأ سيتم الشروع في تطبيقها بصفة تدريجية ابتداء من الدخول المدرسي المقبل، وأشار إلى أن المنظومة التربوية سيتم فيها الاستغناء نهائيا عن الكتاب المدرسي خلال العشر سنوات المقبلة، في إشارة منه إلى المحفظة الإلكترونية. من جهة أخرى، ذكر الوزير أن جميع النقابات دون استثناء جمّدت احتجاجاتها خلال فترة الامتحانات، وقال إن هذه الفترة هي الفترة التي يحتاج فيها التلاميذ لأساتذتهم. وبالتالي، أضاف الوزير، فإن الامتحانات لن تعرف أي احتجاج من طرف النقابات.