تغيير الرئيس برئيس وبرلمان ببرلمان وحكومة بحكومة لن يغير الوضع نخشى أن يكون الوضع الإقليمي قد دفع السلطة إلى تقديم تنازلات للخارج ينفي السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، أحمد بطاطاش، دعم الأفافاس لترشح محتمل لرئيس الحكومة الأسبق حمروش، وأكد في حوار ل"الخبر” أن الحزب لم يفتح بعد ملف الرئاسيات، مشيرا إلى أن بقاء الرئيس بوتفليقة أو ذهابه لن يغير الوضع في الجزائر. لماذا يتم ربط الأفافاس بترشيح محتمل لرئيس الحكومة السابق مولود حمروش؟ أؤكد أولا أن ملف الرئاسيات لم يفتح في الأفافاس، ولم تتم مناقشته في المؤتمر، ولا في دورة المجلس الوطني الأخيرة، وليس مدرجا في أجندة دورة المجلس الوطني المقبلة، كل ما يقال عن موقف الأفافاس، هو مجرد قراءات إعلامية تحاول الاستدراج، وربما توحي بها العلاقة السابقة بين حمروش والأفافاس من خلال علاقته القوية بزعيم الحزب حسين آيت أحمد منذ أن كان رئيس حكومة الإصلاحات، لكن أؤكد أننا لم نناقش أبدا مسألة دعمه أو أي مرشح آخر. ما هو الحل برأيكم لحالة الجمود السياسي الغريب الذي تشهده الجزائر قبل أشهر من الرئاسيات؟ هناك ارتباك سياسي بسبب مرض الرئيس، لكن الجمود السياسي ليس وليد مرض بوتفليقة، الجمود مفروض من النظام منذ عقود، من يعتقد أن تغيير الرئيس برئيس أو برلمان ببرلمان سوف يغير الأمر فهو مخطئ، ذهب رؤساء وجاء رؤساء، وتغيرت برلمانات ورؤساء حكومات ولم تتغير قواعد اللعبة السياسية في الجزائر، ولن تتغير الأمور بذهاب الرئيس بوتفليقة أو بقائه، التغيير يجب أن يبدأ بتعديل آليات صناعة القرار في الجزائر، وإقرار الانتخابات الشرعية، والفصل بين السلطات، ما نراه أن النظام ينجح في استنساخ نفسه في كل المواعيد. هل يملك الأفافاس مبادرة سياسية لاقتراح حل للوضع الراهن مثلا؟ نحن نفكر، وليس علي الآن أن أقول ما هي مقترحاتنا، وعلى كل الأحزاب أن تحرر قدراتها السياسية، من أجل توفير ظروف الوفاق والإجماع الوطني، وعندما تتوفر هذه الظروف ستجد القوى السياسية الوطنية نفسها مجتمعة على قواسم، ومن هنا يمكن التوصل إلى مقترحات عملية لتحقيق الوفاق والانسجام الوطني، ما عدا ذلك فإننا نعتقد أننا ندور في حلقة مفرغة. أنت تدفعني إلى أن أرسم في مخيلتي ندوة وفاق وطني مثلا؟ لا، ندوات الوفاق الوطني كانت فاشلة لأنها كانت مصطنعة، وكانت مدارة من قبل السلطة التي تحدد مخرجاتها، ولأنها لم تكن وليدة اجتماع وطني بل منتوج سياسي للسلطة. كيف تفسرون اعتراف الوزير الأول بوجود أزمة ثقة بين السلطة والرأي العام؟ أزمة الثقة ليست وليدة اليوم، الثقة مفقودة منذ أن استولى الجيش على السلطة عام 1962، رئيس الحكومة قال إن الحكومة في واد والشعب في واد، وأنا أخشى أن تكون الحكومة في واد والشعب “اداه ّ الواد”، إذا لم نُعد الشرعية السياسية إلى الشعب، وإذا استمرت السلطة في فرض مؤسسات صورية على الشعب، فإن أزمة الشرعية والثقة ستظل قائمة. الوضع الإقليمي يلعب لصالح السلطة أم ضدها برأيكم؟ الوضع الإقليمي سلاح ذو حدين، مثلما قد تستخدمه السلطة لإخافة الداخل من المخاطر التي تتهدد البلد، مثلما قد يعرض البلد لتنازلات السلطة من أجل الحفاظ على استمرار النظام القائم، وأنا اعتقد أن الصفقات الاقتصادية التي أبرمت مؤخرا بين الجزائر وعدد من الدول قد تدخل في سياق هذه التنازلات، وحقيقة نحن نخشى أن يكون الوضع الإقليمي قد دفع السلطة إلى تقديم تنازلات للخارج. ما هو موقفكم من النقاش المطروح بشأن وضع الجيش تحت السلطة المدنية؟ ليس علينا أن نضع العربة قبل الحصان، لما يكون هناك نقاش ديمقراطي يفضي إلى انتخابات شرعية وشريفة، وتخلص إلى مؤسسات تتمتع باستقلاليتها التامة، ويكرس الفصل بين السلطات، ستجد كل مؤسسة موقعها الطبيعي في النظام الديمقراطي، ولا يمكن لأي مؤسسة أن تتغوّل على مؤسسات أخرى، المشكل الآن ليس في موقع الجيش، ولكن في تركيبة النظام ككل، والديمقراطية الحقيقية هي وحدها الكفيلة بوضع الجيش وأي مؤسسة أخرى في مكانها الطبيعي. كيف تفسرون تماطل السلطة في فتح مجال السمعي البصري؟ لا أعتقد أن السلطة تريد فتح المجال السمعي، بالعكس هي أعلنت أنها لن تفتحه، عندما أقرت فكرة القنوات الموضوعاتية، وحتى عندما منحت الترخيص للقنوات الخاصة التي تعمل في الجزائر بمضمون جزائري وباعتماد أجنبي فهو أمر مقصود للتحكم فيها واستعمالها في المواعيد السياسية. قلتم إنكم لا تفكرون في الرئاسيات، فما هي أولويات الحزب، وهل هناك إمكانية لعودة المنشقين؟ أولويتنا الآن هي إعادة هيكلة الحزب والعمل على تنفيذ كل لوائح المؤتمر، أما عن المنشقين، فلنكن واضحين، من خرج من الحزب عليه أن يعود من بوابة الفروع المحلية، في كل فرع لجان تدرس ملفات الراغبين في العودة وسيكون لهم ذلك، ما عدا من ارتكب أخطاء جسيمة في حق الحزب.