دعا، أمس، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، السلطة إلى احترام المادة 88 من الدستور وتفعيلها لشغور منصب رئاسة الجمهورية فوق الفترة المحددة دستوريا. وأوضح أنه من غير المنطقي الاكتفاء بالصور التي أظهرها التلفزيون لإقناع الطبقة السياسية بأن الرئيس بإمكانه مواصلة مهامه بصفة عادية. وقال تواتي في الكلمة الافتتاحية للدورة الثانية للمجلس الوطني للأفانا المنعقدة بتعاضدية عمال التربية بتيبازة إن النظام اختار توقيت إظهار الرئيس بعد انقضاء 45 يوما حتى يقف ضد تطبيق المادة 88 من الدستور، مجددا طلب حزبه بتفعيل هذه المادة على “اعتبار أن الرئيس غائب عن حرم رئاسة الجمهورية ومؤسسات الدولة مجمدة”، وقال “إن كل القرارات التي أصدرها بعيدا عن قصر المرادية غير شرعية”. وانتقد تواتي اختيار الوجهة الفرنسية في رحلة علاج الرئيس، وقال إنه كان يتعين التوجه نحو بلد آخر ليس لديه تاريخ أسود مع الجزائريين كألمانيا والسويد والصين وغيرها بدل مستشفى “فال دوغراس” ثم “ليزانفاليد” الذي قال إنه مركز للراحة لمن قتلوا الجزائريين إبان الثورة. وتساءل: “كيف يعقل أن يتواجد رئيس جزائري مجاهد في هذه المصحة”، وأضاف: “علينا أن نتساءل إن كان الرئيس سجينا لدى فرنسا”، وقال إنه حان الوقت ل"صحوة وطنية كاملة غير منقوصة لإنهاء الجدل القائم وتفعيل المادة 88 من الدستور”. تواتي الذي طالب المجلس الدستوري بالاجتماع والفصل في قضية مرض الرئيس واتخاذ قرار بشأن شرعية القرارات الصادرة عنه بمكان تواجده بالخارج، دافع عن فكرة تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة، والتي قال إن المجلس الوطني هو السيد فيما إذا كان الأفانا سيقدم مرشحه فيها أم لا. وأشار تواتي إلى أن الجزائر تمر بمرحلة حساسة تستدعي تواجد الرئيس بأرض الوطن، وكشف عن مشروع فرنسي لإعادة التواجد بالصحراء الجزائرية وفصل الشمال عن الجنوب، من خلال تركيز السكان بشمال الجزائر وإفراغ الصحراء أمام التواجد الفرنسي، مؤكدا أن ما تعيشه الحدود الجزائرية من توتر على كل الجبهات يدخل في إطار هذا المخطط الذي تسعى إليه فرنسا منذ خمسين سنة. وبخصوص ما يشاع عن تحضير الوزير الأول عبد المالك سلال كمرشح للسلطة، قال تواتي إن الزيارات الميدانية التي يقوم بها سلال إلى الولايات تدخل في إطار محاولة السلطة تهدئة الجبهة الاجتماعية، واستبعد ترشحه “لكونه لا يزال يؤمن بعودة الرئيس معافى من الخارج لممارسة مهامه”.