كل المؤشرات توحي بأن عبد العزيز بلخادم قريب من استعادة مكانته في الأفالان، بعد الدورة المقبلة للجنة المركزية. فقد عقد بلخادم لقاءات صلح مع العديد من معارضيه النشطين في الحركة التقويمية، ومع الوزراء الذين طالبوه بالاستقالة في وقت سابق. وآخر اللقاءات التي عقدت لحشد التأييد لبلخادم تمت في بواسماعيل بولاية تيبازة تحت إشراف عبد القادر زحالي وعبد الرحمان بلعياط. لكن عودة بلخادم إلى الواجهة في الأفالان، هل الهدف منها هو إعادته إلى منصبه كأمين عام للحزب أم استعدادا لترشيحه للرئاسيات القادمة؟ الأقرب إلى الواقع أن بلخادم الآن يطمح للترشح للرئاسيات، وفي هذه الحالة هو ليس بحاجة للعودة إلى الأمانة العامة للأفالان بقدر ما هو بحاجة فقط لضمان خليفة له في هذا المنصب من بين مؤيديه. وإذا عاد بلخادم لمنصبه يعني بنسبة كبيرة عدم ترشحه لموعد 2014 ومهمته ستكون تزكية مرشح الإجماع الوطني، على طريقة كل الانتخابات الرئاسية السابقة. وهنا سبق لبلخادم أن أعلن مرارا أن المانع الوحيد الذي يجعله لا يترشح للرئاسيات هو ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة. وإلى غاية الأربعاء الماضي، أي قبل بث صور الرئيس في التلفزيون كان سيناريو العهدة الرابعة يسير في الاتجاه الصحيح بالنسبة لأنصار بوتفليقة. أما بعد بث صور الرئيس، فتكون الشعرة الكفيلة بإقناع أصحاب القرار في “المؤسسات المتينة” على حد تعبير هولاند، بقبول العهدة الرابعة قد سقطت. ويقول الديبلوماسي الأسبق عبد العزيز رحابي إن صور الرئيس تحرج في المقام الأول “الدولة التي تستضيفه”، أي فرنسا ورئيسها الذي يصعب عليه تزكية بقاء رجل في الحالة الصحية التي يوجد عليها بوتفليقة، في السلطة. وإذا كانت عودة بلخادم أملاها ضيق هوامش الحركة في صفوف “العهدة الرابعويين”، تكون الأوراق قد اختلطت مجددا داخل البيت الأفالاني ودورة اللجنة المركزية قد تتأخر عن شهر جوان المقرر كموعد لعقدها. ومن الصعب التصور أن بلخادم قد أقنع عمار تو وحراوبية ولوح والهاشمي جعبوب... بتأييد ترشحه في 2014 وهم انتفضوا ضده لهذا السبب بالذات. فعلى بلخادم إذن أن يتريث قليلا وينتظر التوافق على شخصه في أعلى مراكز القرار، وحينها لن يقول من أبعدوه من الأمانة العامة للأفالان استعدادا للرئاسيات غير ما يقوله أصحاب القرار ولن يستغرق الاجتماع الذي سيقول فيه الأفالان رأيه في بلخادم أو غيره أكثر من “نصف ساعة” كما قال عبد الكريم عبادة في حواره الأخير ل”الخبر”.