يحضر إلى الجزائر لأول مرة، عبّر عن إعجابه بالجمهور الغفير والنقاش الحاد، المخرج الكمبودي الشاب دابي شو التقت به "الخبر" على هامش اللقاءات السينماتوغرافية، خلال فعاليات الأيام السينمائية المقامة ببجاية هذه الأيام، مباشرة بعد نهاية عرض فيلمه "السبات الذهبي " وكان هذا الحوار. في البداية كيف تقيمون هذه اللقاءات السينماتوغرافية التي تحتضنها بجاية ؟ - أولا، أنا موجود هنا منذ أربعة أيام فقط، وهي أول مرة تطأ أقدامي أرض بجايةوالجزائر وحتى إفريقيا، هي لقاءات وليست مهرجانا، وبالتالي الجمهور هو الذي سيحكم على فيلم ما بالنجاح أو الفشل. سعيد بحكم الجمهور رغم حدة النقاش والملاسنات المسجلة والتي أجدها طبيعية في الحوار الديمقراطي، وأقول اللقاءات هامة جدا خاصة وأنها مكّنتني من التعارف مع مخرجين من مختلف دول العالم. وكيف كان مستوى النقاش؟ - لاحظت أن المتدخلين لا يوجد فيهم نفاق أو ما شابه ذلك، من حق الجمهور أن ينتقد ونحن موجودون للرد عليهم، وأكثر من ذلك وبصراحة لست متعودا على مقابلة الجمهور في قاعة مملوءة عن آخرها الجمهور أحيانا مثير للخوف ولكنه يصنع المجد لما تحسن التعامل معه ولا أخفي عليكم اندهاشي من مستوى الجمهور الذي يعرف جيدا تفاصيل الأزمة الكمبودية. ماذا عن محتوى فيلمكم وهل سبق وأن عرض في المهرجانات الدولية؟ - فيلم “السبات الذهبي “ أنتج سنة 2011 ويعالج جزء من ذاكرة السينما الكمبودية وما فعله الخمير من تخريب وإتلاف وحرق للأفلام وقاعات السينما، حيث لم يبق من مجموع 400 فيلم أنتجت خلال الستينيات، بسبب حرب الخمير الحمر إلا أقل من عشرة فقط. وهي المعول عليها لصناعة مجد السينما الكمبودية اليوم. وتم عرض الفيلم أكثر من 40 مرة في العالم، منها برلين، باريس، طوكيو، مانيلا، سيدني وهونغ كونغ وغيرها وتحصل على جوائز. وهل لكم أن تقدموا لنا صورة عن واقع السينما في كمبوديا اليوم ؟ - لاشيء تغير أو تحسن، أسوأ من حال السينما الجزائرية بكثير، فعدد المخرجين لا يتعدى عدد أصابع اليد وقاعات السينما لم تبق إلا اثنتان منها بالعاصمة بنون بان، والمستثمرون قليلون جدا والاهتمام شبه منعدم وعدد الأفلام المنتجة لا يتعدى الثلاثة في سنة. وخلال السنوات القليلة الماضية لاحظنا اهتمام بعض المخرجين بالفيلم الوثائقي وهذا شيء مهم وما عدا هذا فالبقية هي أفلام فيديو تتضمن العنف والإثارة. وهل خطر الخمير الحمر زال نهائيا في كمبوديا؟ - زال نهائيا.. هم موجودون، لكنهم مشلولون، مثل ما هو الحال لما يسمى عندكم بالتائبين، والفارق أن المحكمة الجنائية الدولية، لا تزال تحاكم البعض من رموز الخمير الحمر، وآخر محاكمة تخص أربعة زعماء منهم الرئيس الراحل بول بوت.