في شهر رمضان الكريم، يتملك السائقين القلق والخوف من السياقة خلال نهار وليل هذا الشهر الذي تكثر فيه حوادث السير بشكل لافت، وكثيرا ما تؤدي إلى وفيات أو إصابات جسمانية خطيرة. لتفادي الوقوع في المحظور، طرحت "الخبر" تساؤلات الكثير من السائقين على معلّم مخضرم في إحدى مدارس تعليم السياقة بالعاصمة وعلى محافظ الشرطة المكلف بمكتب الوقاية والإعلام بمديرية الأمن العمومي، فكانت هذه نصائحهما. يرى العم حفصي صادق الذي يمارس مهنة تعليم السياقة بالعاصمة منذ 1982، بأنه ينبغي على السائقين التدرب على التحكم في أعصابهم في شهر رمضان وغيره. ومن خلال تجاربه اليومية مع المترشحين والسائقين، يؤكد المتحدث أن أغلب الحوادث تكون بسبب غفلة السائق لمدة لا تزيد عن الثانية الواحدة، حيث لفت إلى أهمية التركيز الدائم والمستمر على الطريق خلال السياقة والتمعن في إشارات المرور التي ينبغي احترامها، لكونها إحدى الآليات التي وضعت لحماية السائقين والراجلين على السواء. زلابية وشربات بوفاريك لا تختلفان عن غيرهما ومن الطرافة، حسب محدثنا، أن شهية الأشخاص تصبح المتحكم الرئيسي في تفكيرهم، حيث يلجأ العديد منهم إلى السياقة لمسافات طويلة من أجل شراء “زلابية” أو “شربات” أو “قلب اللوز” و«خبز الدار” أو “المطلوع” من المدية وبوفاريك والبليدة (بالنسبة إلى سكان العاصمة)، في حين أن هذه المنتجات تتوفر في محلات أحيائهم! السرعة ومسافة الأمان ثنائي خطير ويشير حفصي إلى أن القيادة بسرعة 80 كلم في الساعة تمكن السائق من تجنب أي طارئ يواجهه في الطريق، كما يقلل من حجم الخسائر في حالات كثيرة. كما أن الحفاظ على مسافة الأمان من بين النقاط الحساسة التي يجب الانتباه إليها، لأنها تمثل مع السرعة ثنائيا خطيرا وفي نفس الوقت إجراء وقائيا إذا ما احترمت قوانينها من طرف السائقين، هذه الأخيرة التي تمكن صاحب السيارة من القيام برد الفعل المناسب. الاستغناء عن السيارة أحيانا ويقترح المتحدث ذاته على الأشخاص الذين يحترفون التجوال بنية “قتل الوقت”، التنزه راجلين أفضل من استعمال السيارة، كما ينصح العاملين والعاملات بمنح أنفسهم الوقت الكافي للعودة إلى منازلهم دون تضييعه في الأسواق، حتى لا يجدوا أنفسهم مجبرين على استعمال السرعة للوصول إلى المنزل قبل أذان المغرب. يغيّرون ملابسهم ويأكلون وهم خلف المقود وعن العادات السيئة التي يقوم بها بعض السائقين، روى حفصي أنه وجد من السائقين من يقومون بتغيير ملابسهم وهم يقودون مركباتهم في الطريق السريع، على غرار نزع ستراتهم جراء ارتفاع درجات الحرارة أو ينشغلون بلف لفافة “الشمة” أو يتناولون الطعام والمثلجات بعيد الإفطار مباشرة، بالإضافة إلى سلوكيات سلبية أخرى مثل التحدث في الهاتف النقال أو كتابة أرقام الهاتف أو بعض المذكرات والعناوين، ما يذهب عنهم الانتباه. وينصح حفصي بضرورة تجنب رفع صوت المذياع لأنه يحول دون سماع السائق تنبيهات أو أبواق السيارات الأخرى، كما يمثل عامل إثارة كبير يدفع السائق إلى الزيادة من سرعة المركبة دون الإحساس بها. سائقو المسافات الطويلة واختزال الوقت يقول عمي الصادق إن سائقي المسافات الطويلة على غرار الحافلات والشاحنات، يتسببون في حوادث مميتة لإصرارهم على اختزال الوقت، ما يحرمهم من النوم لفترة كافية ويهدد حياة المسافرين. ووجه كلامه أيضا إلى سائقي الحافلات العمومية في المدن، هؤلاء الذين يتسابقون للحصول على أكبر عدد من المسافرين ويقومون بالتجاوز الخطير على الجهة اليمنى والسياقة في الرواق الثالث لتفادي الازدحام. التخلص من “التباهي” و"الرهبة” ومن أكثر ما يحرص العم حفصي على تلقينه للمترشحين لامتحانات الحصول على شهادة السياقة، هو احترام الركاب وقوانين ضبط السرعة ومسافة الأمان، مؤكدا أن شخصية المترشحين تختلف بعد إمساكهم المقود، حيث تغلب على العديد منهم الرغبة في التباهي وإبراز الذات ومن ثم الوقوع في التهور.