تحدث المخرج والمؤلف المسرحي التونسي "خالد شنان" عن واقع المسرح والإنتاج المسرحي قبل وبعد الثورة والتحولات التي شهدتها الساحة المسرحية في تونس. وعبّر في حوار مع "الخبر" عن رضاه بهذا التغيير. متمنّيا في السياق ذاته مواصلة العمل للنهوض بالمسرح التونسي الذي عرف قفزة نوعية بعد منحه الدعم من طرف وزارة الثقافة. قبل الثورة الإدارة الوصية وحدها كانت تختار العروض المسرحية التي تناسبها دون تدخل أي طرف، هل بقي الحال على ما هو بعد الثورة؟ لا لم يبق الحال على ما هو عليه، وإنما تغيّر إلى الأحسن والأمور تغيّرت، فلم تعد الإدارة وحدها المسؤولة عن اختيار العروض المسرحية، وإنما يشاركها في ذلك ممثلين عن مختلف الشرائح من اتحاد الممثلين والفرق المحترفة وممثلين عن الجامعة التونسية لمسرح الهواة. وحتى المتفرجين من عشاق الفن الرابع لهم ممثلين في هذه اللجنة، فمن حقهم اختيار الأنسب لمشاهدة ما يريدون، فهناك 15 ممثلا من مختلف هذه الشرائح يعنى بالعروض المسرحية. ويتغير الممثلون أو أعضاء اللجنة ال15 كل سنة ويعاد انتخابهم لإضفاء أكثر مصداقية وشفافية. كما أن الأمور عرفت قبل الثورة خلافات بين الفرق المسرحية وبعض الأطراف التي زالت بعد قيام الثورة ونحن نطمح للأفضل. إذن اللجنة الوصية على اختيار الأعمال المسرحية قبل وبعد الثورة تغيّر دورها أليس كذلك؟ كانت للجنة التوجيه المسرحي قبل الثورة دورين، الأول رقابيا والثاني فنيا، فكانت هناك أمور سياسية يمنع مناقشتها تتعلق بالنظام، فتقوم اللجنة ممثلة في أحد أطرافها وزارة الداخلية بمنع المسرحية أو حذف بعض مقاطعها، وكذا كلمات ومشاهد، أو إعادة المسرحية من جديد، لما قد تتسبب فيه من خلافات في الجانب السياسي. غير أنه وبعد شهرين من قيام الثورة ألغيت هذه اللجنة بعد مقابلة ممثلين من الجانب المسرحي مع وزير الثقافة خرجوا خلالها بقرار إلغاء اللجنة وإعادة تشكيل لجنة ثانية تعنى بالمناخ المسرحي، ففي ظرف 3 أشهر شاهدت اللجنة المستحدثة 100 عرض مسرحي، اختارت منها 50 عرضا مسرحيا والباقي رُفض، لأنه لا يرقى للمستوى المطلوب واقتنت بذلك الوزارة الجيد من الأعمال والقريبة من الحقل المسرحي. مسرحية “كش إيشاك” تشاركون بها في الأيام المسرحية المغاربية بولاية باتنة، هل تلقيتم دعما من وزارة الثقافة لإنتاجها؟ نعم المسرحية متحصلة على دعم من وزارة الثقافة التونسية، فهي أنتجت 16 مارس من هذه السنة، وعرضت خلال افتتاح مهرجان “خليفة اسطنبولي” للمسرح المغاربي بالمنستير في دورته ال 19 والذي نظم بتاريخ 20 أفريل الماضي. أتمنى أن العرض المسرحي “كش إيشاك” قد نال إعجاب الجمهور الباتني. ماذا عن مشاركتكم في هذه الأيام المسرحية بباتنة؟ سعيد جدا بحضوري ومشاركتي فيها، متمنيا من كل قلبي أن تبرمج في كل سنة، وأن يشارك فيها الإخوة المغاربة الذين منعتهم ظروف معينة من المشاركة في هذه الأيام، كما أشكر صليحة بن براهم على حفاوة الاستقبال الكبير الذي حظيت بها الفرقة منذ دخولها تراب الجزائر وإلى غاية هذه اللحظة.