أدى إعجاب الكثير من النساء الجزائريات بلباس ومجوهرات بطلات المسلسل التركي “حريم السلطان”، إلى تداولها في السوق المحلية بعدما تمكن بعض الحرفيين من تقليدها وصناعتها لتكون موضة أعراس هذا الموسم. شد المسلسل التركي “حريم السلطان” الذي يبث حاليا بأجزائه الثلاثة على العديد من القنوات الفضائية، أنظار الكثير من المشاهدين، ليس فقط لقصة السلطانة ذات الأصل الروسي “هيام” وإنما لأزيائها التي ترتديها من فساتين ومجوهرات أصبحت متداولة في الأسواق المحلية وحديث أعراس هذا الموسم، بعدما تم تصنيعها وتقليدها من طرف بعض الحرفيين الذين نجحوا في تمكين الكثير من الجزائريات من الحصول على طاقم السلطانة وبطلات المسلسل بأسعار جد معقولة. وأشارت العديد من النساء اللواتي التقتهن “الخبر” أن أزياء السلطانة هيام وبطلات المسلسل التركي مميزة وأنيقة وتشد أنظار كل من يراها، الأمر الذي جعلها محل اهتمامها لتقليدها ولبسها وتكون مرتادتها سلطانة الحفل والمناسبة. وتشير السيدة خديجة، مختصة في الأزياء، أن هذه الأخيرة تستنبط بالإبداع وكذلك من التقليد ومحاولة إنتاج نموذج أصيل يؤكد إبداع الحرفي وتصوره ويحقق أحلام مرتاديه وهو ما تجسد في أزياء “حريم السلطان” التي تعد مطلب الكثير من النساء سواء بالنسبة للملابس أو المجوهرات لاسيما القلادة. وقصد اكتشاف هذه الصناعة الجزائرية لمجوهرات “حريم السلطان”، انتقلت “الخبر” إلى مدينة تلمسان عاصمة المجوهرات التقليدية والتي تنتج بها هذه الطواقم السحرية، فتمكنا من مقابلة حرفي شاب كان له الفضل في إنتاج طاقم “حريم السلطان” من الذهب والفضة والبرونز. ويؤكد طالب بن ذياب هشام حرفي في صناعة المجوهرات منذ 22 سنة، أن فكرة إنجازه لقلادة السلطانة هيام وطاقم “حريم السلطان” يعود إلى انبهار الكثير من النساء بهذه الحلي المرصعة بالأحجار نصف الكريمة، فكان إنتاج الموديل في ظرف أسبوع ليعرض من الذهب والفضة والبرونز حسب قدرة وذوق كل امرأة. مشيرا إلى استقباله منذ أشهر للعديد من الطلبيات من وهران والجزائر العاصمة وقسنطينة وسطيف من تجار المجوهرات وحتى زوار تلمسان أصبحوا لا يغادرون هذه المدينة قبل اقتناء طاقم أو قلادة “حريم السلطان” التي تحولت إلى معلم جديد في عاصمة الزيانيين لا يمكن نسيانه. وأضاف هشام أن إنتاج الطاقم يتم في معمله بوسط مدينة تلمسان بفضل العاملات وسيلة، أحلام، سامية، فيروز وحنان اللواتي تسهرن على إنجاز القلادة وطاقمها لكونها تحتاج إلى دقة وصبر يتوفر عند النساء خاصة باعتبار المجوهرات منتوج حرفي أصيل، ليتم تسويق المنتوج عبر محلات المجوهرات بتلمسان وتجار الجملة الذين ينتظرون دورهم لعدة أسابيع لمحدودية الكميات المنجزة بسبب نقص العاملات ودقة الأغراض المنجزة. وأبدى طالب سعادته بنجاح قلادته وطاقمها ورواجها في السوق وتزايد الطلب عليها. معتبرا الإبداع الجزائري كفيل بتوفير طموحات جميع أفراد المجتمع. متمنيا تطوير صناعة المجوهرات كحرفة تقليدية متوارثة عبر الأجيال تدخل العالمية بفضل الإبداع والإرادة التي يمتاز بها الجزائري.