كان لانتشار الدراما التركية في الشارع الجزائري أثر كبير في نقل بعض مظاهر الثقافية والحياة التركية في الأكل واللباس وترتيب البيوت، حيث صارت محلات الأفرشة التركية تستقطب بعض الجزائريات، وصارت الطلبات التي تتلقاها محلات تفصيل الأفرشة و”الكنبات” للمقبلات على الزواج، حسب شهادات العديد من أصحاب هذه المحلات بالعاصمة، تحمل مواصفات الأفلام التركية خاصة حريم السلطان!. حيث يؤكد صاحب محل بشارع خليفة بوخالفة أن شابات مقبلات على الزواج يركزن على ألوان وتفصيلات وموديلات تظهر في المسلسلات التركية من أغطية الأسرة إلى ألوان شراشف النوافذ وغيرها إلى جانب الفرشة والألبسة صارت المجوهرات التركية تستقطب أنظار النساء، خاصة في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الذهب، حيث صارت تلك المجوهرات على مختلف ألوانها وتشكيلاتها تشكل ملجأ يوفر الكثير من الخيارات والموديلات للنساء اللواتي صرن يخترن بين الألوان والتفصيلات، ما لا تتوفر عليه محلات الذهب والفضة التي شهدت هي الأخرى ارتفاعا مطردا للأسعار. ومع ارتفاع أسعار الفضة المحلية التي لحقت بالذهب، صارت الفضة التركية ملاذا وتعويضا للنساء، خاصة الشابات، حيث صارت الأشكال والتصميمات المعروضة في واجهات المحلات تلقى الرواج لأنها ترمز إلى العهد العثماني وتحملها نجمات المسلسلات التركية، وفضلا على ذلك تتمتع بأشكال وتصميمات أنيقة تضفي على صاحبتها لمسة مميزة تتماشى مع العصر. كشف العديد من بائعي الحلي التركية بشارع العربي بن مهيدي، أن النساء يأتين عادة لطلب تصاميم معينة تظهر على نجمات الدراما التركية، مثل سلسلة لميس، أو خاتم هيام في مسلسل حريم السلطان، أو طاقم زوجة السلطان سليمان “ناهد دوران“.. حيث صارت الأعراس والمناسبات الخاصة فرصة تحمل فيها النساء تصاميم وألوان مستقاة من هذه الأفلام والأعمال الفنية التركية. ويأتي الاهتمام بتفصيلات الملابس النسائية من فساتين السهرة والعباءات والحجاب بمختلف ألوانه وتفصيلاته، يقدم أيضا خيارات للنساء المحجبات اللواتي يرغبن في الظهور بمظهر الأنيقات، حيث لم تعد الأناقة فقط حكرا على الغير محجبات، بل حتى المحجبة صارت لها فرصة الظهور بمظهر المرأة العصرية باختيار التفصيلات والألوان المتناسقة والمتناغمة بين الأحذية وحقائب اليد والتنانير والخمارات، وهذا بفضل ما حملته الموضة التركية إلى الجزائر في المساحات والمحلات الكبرى في العاصمة، مثل محل ساجدة بشارع ديدوش مراد، وتلك المتواجدة بشارع ميسوني، والتي تشهد إقبالا من طرف النساء من مختلف الشرائح العمرية.