تبنّت مصالح الأمن إجراءات أمنية وقائية من أجل رمضان آمن، تستهدف الجزائريين في الأماكن التي يترددون عليها بكثرة كالأسواق والمساجد والبنوك ومراكز البريد وكذا أماكن الترفيه التي تعرف حركة كثيفة للمواطنين ليلا، خاصة وتزامن الشهر الفضيل مع موسم الاصطياف والعطلة السنوية. يحل علينا الشهر الكريم والجزائريون متخوفون من ارتفاع ترمومتر الغضب عندهم والعصبية المفرطة لدى بعضهم، ما ينجم عنه خلافات لأتفه الأسباب وارتكاب تجاوزات في لحظة غضب يعاقب عليها القانون. ومع حلول هذه المناسبة، يدخل المخطط الأمني حيز التنفيذ من أجل امتصاص غضب المواطنين وتوفير جميع الظروف لصوم رمضان بلا صداع، غير أن التجربة أثبتت أن رمضان في الجزائر لا يمر بردا وسلاما، وإنما كثيرا ما يشهد حوادث غريبة، ولنا أن نتذكر رمضان 2012، حيث اعتدى شبان على مركز أمن حي المكان الجميل بالحراش في العاصمة ب''السينيال'' و"المولوتوف” والحجارة، دقائق قبيل موعد الإفطار كرد فعل على توقيف مصالح الأمن لعدد من الشبان. وحتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث، اتخذت المديرية العامة للأمن الوطني إجراءات أمنية، حيث تم تجنيد 100 ألف شرطي للتغطية الأمنية، مع اتخاذ تدابير إضافية حسب ما تمليه المناسبة التي تعرف حركة نشيطة في الأسواق والسهرات الليلية والطرقات. وذكر المتحدث أنه سيتم تكثيف التواجد الأمني في الأماكن التي تعرف حركة كثافة للمواطنين، على غرار الأسواق ومكاتب البريد، البنوك ومحطات النقل البرية والسكك الحديدية، كما سيتم التركيز على الميترو والترامواي اللذين سيوفران الخدمة للمواطنين في سهرات رمضان، وهما الوسيلتان اللتان خصص لهما منذ انطلاقهما 400 شرطي بالعاصمة فقط، وتمتد الرقابة إلى أماكن التسلية التي تعرف توافدا كبيرا من طرف العائلات خلال السهرات الرمضانية. ويشمل المخطط الأمني أيضا بيوت الله، حيث سيتم تطويقها من خلال نشر رجال الأمن بمحيطها. وشدد مدير حفظ الأمن على التأكيد على مضاعفة عدد أعوان الشرطة بالزي الرسمي والمدني في النقاط السوداء التي تعرف نشاطا إجراميا وتجمعات شعبية كثيفة، خاصة إذا علمنا أن شبكات التهريب وعصابة الإجرام تكثف نشاطها خلال هذه المناسبة، مستغلة “دوخة رمضان” وتوافد المواطنين على الأسواق التي تعرف زحمة كبيرة طوال اليوم. وفي رده على سؤال حول رفض التجار فتح محلاتهم ليلا بسبب قلة الأمن، أردف محدثنا قائلا: “إن الإجراءات الأمنية التي تبنتها الشرطة تضمن الأمن للتجار ليفتحوا محلاتهم ليلا في رمضان”. كابوس حوادث المرور حوادث المرور هي الأخرى تتضاعف خلال الشهر الكريم والسبب هو الإفراط في السرعة من أجل الوصول إلى البيت قبل موعد الإفطار، والسهرات الليلية التي تولد التعب والنعاس لدى السائقين. ومع كل شهر رمضان، يتم تطبيق المخطط التقليدي الخاص بحوادث المرور، مع مضاعفة عدد أعوان الشرطة وتكثيف نقاط المراقبة والتفتيش بالمداخل المؤدية إلى المدن الكبرى خاصة شرق وغرب العاصمة، وتعزيز المراقبة الإلكترونية بواسطة أجهزة الكاميرا التي تقوم بمسح الشوارع الرئيسية وحركة السيارات بالتنسيق مع الدوريات المتنقلة التابعة للشرطة والدرك، لتسهيل حركة المرور في هذا الشهر الذي يعرف ازدحاما. غير أن الحصيلة بعد انقضاء 30 يوما تكون في الغالب مخيفة، وهو ما تعكسه الأرقام المسجلة في رمضان 2012، حيث تم تسجيل 59 قتيلا و1332 جريح من بين 1154 حادث مرور سجل عبر الوطن، مع سحب 5102 رخصة سياقة، بينما أحيل 2225 ملف على العدالة، خلال نفس الفترة، بسبب مخالفة قانون المرور. وفي هذا الإطار، أكد نائب مدير الوقاية والمرور، عميد الشرطة، نايت الحسين أحمد، أنه تم إعادة برمجة توقيت عمل فرق شرطة المرور بما يتماشى مع الحركة التي يعرفها الشهر الكريم في الفترة الليلة من أجل تسهيل تنقل السائقين، خاصة في النقاط التي تعرف حركة كبيرة لهم، بالإضافة إلى إعطاء تعليمات للوحدات العملياتية لتغيير مواقع الرادار وتنقلات الدراجين. وحول هذه النقطة، كشف محدثنا أنه تم تخصيص 4300 شرطة مرور، بالإضافة إلى 1350 دراج و1120 سكوتر، مع وضع 86 رادرا على المستوى الوطني. الدرك يضع مخططا أمنيا خاصا برمضان من جهتها، وضعت مصالح الدرك الوطني مخططا أمنيا خاصا بشهر رمضان، لتأمين المناطق الحضرية وشبه الحضرية وكذا شبكة الطرقات. وحسب بيان لقيادة الدرك الوطني تحصلت “الخبر” على نسخة منه، فإنه تم وضع تشكيلات أمنية إضافية من أجل تأمين المحيط الذي يتواجد فيه المواطنون وتوفير جو من الطمأنينة والسكينة العمومية، خاصة أن شهر رمضان يتزامن مع موسم الاصطياف الذي يعرف توافدا معتبرا للمواطنين على مستوى أماكن الراحة والاستجمام الليلية علاوة على التنقلات المتعددة خلال النهار والليل والإقبال الكبير على الأسواق والمجمعات التجارية وكذا المساجد ومحيطها. كما تم وضع تشكيلات وترتيبات أمنية إضافية لضمان المراقبة العامة للإقليم وشبكة الطرقات لضمان السيولة المرورية، وذلك بالتواجد الدائم على الطرقات وعبر محطات نقل المسافرين وكذا خطوط السكك الحديدية وكل محطات وسائل النقل البرية، مع مراقبة المركبات والأفراد المشبوهين عبر مختلف المناطق. وحسب ما جاء في البينان، فإنه تم تكثيف الدوريات على الحدود البرية لمنع وتفادي تهريب المواد الغذائية، حفاظا على استقرارا السوق الوطنية من أجل عدم إحداث أي ندرة، وإحباط أي محاولات للتهريب من الخارج باتجاه التراب الوطني لبضائع ومواد غذائية حفاظا على الصحة العمومية وكذا الاقتصاد الوطني. وحفاظا على الصحة العمومية، ستقوم الوحدات الإقليمية للدرك الوطني المنتشرة عبر بلديات الوطن ب"متابعة ومراقبة المواد ذات الاستهلاك الواسع بالأسواق والمتاجر من حيث وفرتها وسعرها، مع رفع تقارير فورية عن أي نقص مسجل أو رفع للأسعار، ترسل إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة”. توقيف 7089 مجرم عشية رمضان ونحن على أبواب رمضان المعظم، كثفت العصابات الإجرامية من نشاطها في عمليات طالت الكثير من الأشخاص، ولم تسلم منها ممتلكاتهم. وبالأرقام، تشير آخر حصيلة للمديرية العامة للأمن الوطني إلى تسجيل 6707 جريمة، أوقف من خلالها 7089 شخص على المستوى الوطني. وتأتي جرائم الاعتداء على الأشخاص على رأس القائمة، ب4780 جريمة، تورط فيها 4801 شخص، تليها السرقات والاعتداءات على الممتلكات ب1643 قضية، ارتكبها 1759 فرد.