رغم مشاركة الآلاف من مؤيدي الرئيس المعزول، فيما عُرف ب مليونية "كسر الانقلاب" ومحاولات فرض عودة مرسي إلى الحكم مرةً أخرى، ومحاكمة قيادات القوات المسلحة، لم تكن التظاهرات إلا انعكاسا طبيعيا لضعف شعبية الجماعات الدينية المؤيدة للإخوان. واللافت أن المشاركين في المظاهرات سعوا إلى نشر الفوضى في القاهرةوالإسكندرية وعدد من المدن، بالدخول في مناوشات مع قوات الأمن والأهالي، وتبني الهجمات الإرهابية في سيناء. وقد عبر الأهالي في مختلف المدن المصرية عن رفضهم لمسيرات الجماعات الدينية المؤيدة لمرسي، مما أدى إلى حدوث اشتباكات في بعض المناطق، فيما منع البعض تنظيم أي مسيرات للإخوان. ففي القاهرة، دعت القوات المسلحة متظاهري رابعة العدوية الى مراجعة أنفسهم، حيث ألقت مروحيات الجيش مساء أمس الجمعة، منشورات على المعتصمين تطالبهم بالرحيل. وبدأ الجيش بكلمة أخي في المواطنة والإسلام، وطالبهم بأن يراجعوا أنفسهم وقراراتهم، وعدم الانجرار وراء قرارات الجماعة. وفي الإسكندرية أفاد شاهد عيان ل "أنباء موسكو" أن المئات من مؤيدي مرسي تظاهروا، أمام القنصليتين الإيطالية، والفرنسية، وطالبوا بالتدخل وإعادة الرئيس المعزول لمنصبه، كما وقعت اشتباكات بين مؤيدي مرسي والأهالي بمنطقة سيدي جابر. وفي سيناء، أكد بيان المتحدث العسكري العقيد أركان حرب أحمد علي، أنه فى تمام الساعة التاسعة والربع من مساء اليوم الجمعة، قامت عناصر مجهولة بإطلاق 3 قذائف هاون من منطقة الريسة بشرق العريش، مضيفا أن قذيفتين سقطتا على منطقة غرناطة أصابت إحداهما منزلا سكنيا مما أسفر عن مقتل مدنيين إثنين وإصابة ثالث، وسقطت الثالثة بمنطقة "بركة حليمة" بالقرب من مستشفى العريش العام. وفي مدينة قنا، بصعيد مصر، أكد شاهد عيان أن أنصار الرئيس المعزول بالمدينة اقتحموا محطة سكة حديد قنا وحطموا أبواب وشبابيك واجهة المحطة، فى محاولة للإمساك بأعضاء الحركات الثورية الذين قاموا بالاحتماء بالمحطة، وهو ما دفع قوات الأمن إلى إطلاق الأعيرة النارية في الهواء لتفريق أنصار الرئيس المعزول. الى ذلك، اعتبر مدير الإدارة العامة للإعلام بوزارة الداخلية، اللواء عبدالفتاح عثمان، أن الحالة الأمنية في مصر مستقرة رغم التجمعات الشعبية في جميع ميادين مصر، مضيفا أن القوات المسلحة تدخلت لإجبار مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي على الانصراف من أمام مدينة الإنتاج الإعلامي. وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أصدرت بياناً، توعدت فيه بالخروج فيما وصفته ب "مليونيات" أمس الجمعة، لاستعادة السلطة، متهمة الجيش بخيانة الأمانة ونقض العهد وحنث القسم، واختطاف من وصفوه بالقائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس الشرعي.