قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، أمس، بالإعدام في حق "اليامين. ق"، المدعو "مامين" و"حمزة . أ" المدعو "كاتاستروف"، المتهمين باختطاف والاعتداء الجنسي وقتل الطفلين هارون وإبراهيم، التي اهتزت لها الجزائر في مارس الماضي، فيما قضت ب10 سنوات سجنا نافذا في حق "ز. بلال" بتهمة المشاركة والتستر على الجريمة، وقد طلبت أم أحد الطفلين المغدورين، عقب النطق بالأحكام، بأن يكون أيضا حكم الإعدام مصير المتهم الثالث الذي تستر على الجريمة الشنعاء. تعود وقائع الجريمة إلى مساء السبت 9 مارس 2013، حيث اهتزت الوحدة الجوارية 18 بالمدينة الجديدة علي منجلي، إثر اختطاف الطفلين هارون بودايرة وإبراهيم حشيش، ليتم العثور على جثتيهما زوال الثلاثاء 12 مارس. جرت المحاكمة في أكبر قاعة بمجلس القضاء غير أنها لم تسع تقريبا للحشود الحاضرة حيث كان أغلبهم واقفا. وببرودة أعصاب كان المتهم “حمزة. أ"، 23 سنة، المدعو “كاتاستروف”، ينفي التهم عن نفسه ويناقضها خلال الجلسة، رغم أن الأدلة وتقارير الطب الشرعي كلها تدينه وبشكل قاطع. وقد روى أن شريكه في الجريمة “اليامين. ق"، 38 سنة، المدعو “مامين”، طلب منه منحه مفاتيح شقته المتواجدة بالوحدة الجوارية 17 ليمكث فيها لليلة، علما أن “كاتاستروف” استأجر تلك الشقة ليسكن فيها بمفرده منذ أوت 2012، وفي طريقهما يقول “كاتاستروف”، شاهدا الولدين يلعبان مع أقرانهما بجرو صغير، فطلب منه مامين أن يستدرجهما ليستغلاهما في قضاء الوقت، وانصاع لأمره طالبا منهما أن يرياه الوحدة الجوارية 17 بحجة أنه ليس من المنطقة، فرافقاه طواعية، وصعدا معه العمارة بعد أن استدرجهما بالحديث، ووجدوا مامين في انتظارهم على أساس أن يأخذ أمانة من الشقة ثم يعود مع الطفلين كونه لا يعرف الطريق بدوره، ما جعل الصغيرين يدخلان الشقة لينقض عليهما الذئبان البشريان اللذان أنكرا اعتداءهما على الطفلين، وقد استعملا أوراقا من كراسة وكوراها ليغلقا بها فم الضحيتين. ”مامين” خنق هارون بأنبوب.. ومن قتل إبراهيم؟ في صباح الثلاثاء 12 مارس قررا التخلص منهما، حيث توفي الولدان ما بين 6 و55 دقيقة و11 صباحا بعد خنق هارون بأنبوب مطاطي لفه المجرم مامين 3 مرات حول عنقه إثر مقاومة من الصغير، ولم يعترف أي منهما بأنه خنق الثاني قبل أن يضعاهما في أكياس بلاستيكية للنفايات ثم في حقيبة، ليتم التخلص من الأول والعودة لوضع الثاني داخل الحقيبة، إلا أن الارتباك دفع بكاتاستروف لرميها من الشرفة لتشاهده جارة له وتبلغ عنه مصالح الأمن. والدة هارون تطالب بآخر كلمات قالها ابنها أفراد عائلتي الضحيتين لم يستطيعوا تمالك أنفسهم خلال الجلسة وأجهش اغلبهم بالبكاء، فيما لم تستطع والدة إبراهيم التعليق على أي شيء، وطالب والد هارون من هيئة المحكمة بإعدام المجرمين، أما والدته فأرادت أن تعرف آخر كلمات ابنها. الخبرة الشرعية أكدت وجود السائل المنوي لحمزة كاتاستروف في دبر الضحيتين، مع وجود آثار الخنق بالأصابع وبحزام سروال حمزة على عنقهما، ليجزم بعدها الشهود أن كاتاستروف هو مرتكب الجريمة وأنه كان على علاقة غير شرعية مع شريكه مامين، فيما قالت والدة حمزة أنها لو علمت بفعلته لسلمته بنفسها للشرطة. الدفاع الذي اختير لموازنة المعايير القانونية قال ما لديه في قضية برزت معالمها منذ البدء، فيما التمست النيابة العامة إلقاء أقصى العقوبات على المتهمين مطالبة بالإعدام في حق مامين وكاتاستروف والمؤبد للمتستر عليهما “ب. بلال”. تعزيزات أمنية مشددة وشدت حيثيات مداولة القضية فضول العشرات من المواطنين، قبالة مجلس القضاء، وطرحوا الكثير من الأسئلة حول سير المحاكمة فعلا، فيما انشغل آخرون بالحكم الذي سيصدره القاضي في الأخير، وتطبيق الإعدام في حال الإقرار به. وعمد مسؤولو الولاية إلى إحاطة الأمر بأعلى درجات السرية، كون القضية لم تدرج في برنامج الجنايات للدورة الجارية، وتسرب أمر تداولها أمام العدالة خلال يوم واحد فقط من برمجتها، بين وسائل الإعلام، فيما خصصت تغطية أمنية مكثفة من أعوان الأمن والشرطة القضائية بفرقها المتنقلة على مستوى محيط المجلس، وحتى فرقة البحث والتحري، ومنع المواطنين من الاقتراب والتجمع.