الإعدام لقاتلي الطفلين هارون وإبراهيم بقسنطينة قضت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة بإدانة قاتلي الطفلين ابراهيم و هارون بعقوبة الاعدام و نطقت بتسليط عقوبة السجن لعشر سنوات ضد شريكهم الثالث، و ذلك خلال جلسة محاكمة دامت لسبع ساعات و عرفت الكشف عن تفاصيل هذه الجريمة البشعة. و تشير المعطيات التي كشف عنها أمس خلال المحاكمة بأن المتهم «أ.حمزة» المدعو كاتاستروف قام يوم 9 مارس الماضي و بطلب من صديقه «ق.لمين» «مامين» الذي اعتاد ممارسة الرذيلة معه، باستدراج الطفلين ابراهيم و هارون إلى الشقة التي استأجرها المتهم الأول بعد التظاهر بأنه يملك جراء سيهديها لهما، حيث و بمجرد وصوله لباب العمارة هدد الطفلين بالسكين و اقتادهما بالقوة نحو الشقة أين كان مامين ينتظره، حيث مارسا عليهما الفعل المخل بالحياء بالعنف في غرفة النوم خلال ليلة رعب عاشها الطفلان البريئان، اللذان قاوما بشدة غير أن الفاعلين لجآ إلى سد فميهما بالورق لكي لا يسمع صراخهما، و هو ما أثبتته الخبرة الطبية، و لم يكتف المتهمان بهذا القدر حيث و بعد مغادرة مامين في اليوم الموالي قام كاستروف بغلق الحمام على الطفلين، قبل أن يقرر الاعتداء عليهما مجددا و هو وضع استمر إلى غاية ليلة 12 مارس عندما ارتأى المتهمان التخلص من الضحيتين خوفا من البوح بما تعرضا له خصوصا بعد أن ذاع خبر اختفائهما و زادت عمليات البحث. عملية قتل الطفلين كانت بشعة و عنيفة و هو ما أثبته تقرير الطبيب الشرعي، حيث اقتاد المتهم «مامين» الطفل هارون ذو العشر سنوات إلى المطبخ ثم حاول خنقه من الخلف بالقوة غير أن مقاومة الطفل جعلته يستعين بخرطوم مياه كبير لفّه لثلاث مرات على رقبة الضحية و أخذ يشدّه حتى انقطعت أنفاسه، حيث ذكر الطبيب الشرعي أن قوة الخنق أدت إلى انفجار الغدة الدرقية لهارون، أما «كاساتروف» فقد تكفل بالقضاء على ابراهيم و استعمل الحزام الجلدي لسرواله في قتله بكل برودة اعصاب، و لم يكن من الممكن التخلص من الطفلين دون مسح آثار الجريمة البشعة، حيث قام «كاتستروف» بعد عملية القتل بغسل الطفلين في المسبح لمحو آثار الدماء التي نزفت من أنفيهما من شدة الخنق و كذلك آثار الاعتداء الجنسي، ثم نظف المنزل، أما مامين فقد خرج ثم استحم و حلق شعره و كأن شيئا لم يكن، بعد أن قطع البطانية الى اثنين و وضع في كل منها جثة الضحية ثم لفها ثم اتفق مع شريكه على احضار حقيبة و اكياس من منزله لرمي الجثتين. و بالفعل اتجه «كاتاسرتوف» صبيحة 13 مارس إلى مسكن والديه بعلي منجلي و جلب حقيبة كبيرة و كيسين يستعملان لرمي القمامة، ثم عاد للشقة و قام أولا بوضع جثة هارون في الكيس ثم في الحقيبة و اتجه نحو ورشة بناء قريبة أين أفرغ الجثة هناك، ثم عاد بسرعة و وضع جثة ابراهيم في الحقيبة ذاتها لكن الوقت داهمه و كان خبر العثور على جثة الطفل الأول من قبل عامل صيني قد انتشر فقرر التخلص من الجثة بسرعة برميها من شرفة الشقة الواقعة بالطابق الثالث، و لأن الله لم يرد للقتلة أن يفلتوا من الجزاء شاءت الصدف أن تشاهد إحدى الجارات في العمارات المقابلة القاتل و هو يرمي الحقيبة و تشير بذلك إلى أحد المارة الذي تتبعه و تمكن من محاصرته مع المواطنين. الطبيب الشرعي أكد واقعة الاعتداء الجنسي بالعنف على الطفلين لكنه نفى تعرضهما لنزع الأعضاء، و قال بأن الوفاة كان سببها الخنق و حدثت بين الساعة السادسة و 55 دقيقة و الحادية عشر و 55 دقيقة، أما المدعو «ز.بلال» الذي اثبت سجل المكالمات انه اجرى 22 اتصالا مع المتهم «كاتاستروف» و أخذ له الأكل مع علمه باحتجاز الطفلين، فقد أنكر هو الآخر ما نسب اليه، أما دفاع الطرف المدني فقد طالب بتطبيق أقصى العقوبات في جريمة غير مسبوقة و وحشية، أما النائب العام فقد التمس تسليط عقوبة الاعدام على المتهمين و المؤبد على الثالث و قال أن طابو اللواط و الشذوذ يجب ان يطرح في المجتمع الجزائري من قبل النفسانيين بعد أن انتشرت الظاهرة بكثرة، مؤكدا بأن الأقوال التي تراجع عنها المتهمان سجلت في الكاميرا و لا مجال لهما للانكار. و قد فاجأ المتهمون الثلاثة الجميع بإنكار ما نسب إليهم و تصريحاتهم السابقة بذريعة أنها كانت تحت التعذيب و كانوا يتحدثون بكل طلاقة مع هيئة المحكمة، خصوصا المتهم «كاتاستروف» الذي كرر كثيرا عبارة «الله يرحمهم» في محاولة لإبداء ندمه و تعاطفه مع الضحيتين، حيث قال «كاتاستروف» بأن علاقته مع المتهم «مامين» بدأت قبل أربع سنوات عندما تعرف عليه في المؤسسة العقابية و كان يمارس الرذيلة عليه، قبل أن تتطور علاقتهما بعد الخروج من السجن حيث أصبح مامين يتردد على شقته التي استأجرها في الوحدة الجوارية 17، و في يوم الحادثة المصادف للتاسع مارس اتصل به مامين و طلب منه أن يعيره منزله فوافق و قررا الذهاب معا الى المنزل ليفرغه على حد قوله من أغراضه الشخصية، غير أنه و في طريقهما شاهدا الولدين ابراهيم و هارون حيث قال»وجدنا لوليدات الله يرحمهم على نية ربي» و عندما شاهدهم مامين طلب منه أن يجلبهم معه الى الشقة قائلا له بالحرف الواحد «طلّع لولاد للدار نعقبو بيهم الوقت». و حاول المتهم «كاتاستروف» التظاهر خلال جلسة المحاكمة بأنه لم يكن يعلم ما سيفعله مامين بالطفلين، لكن و مع ذلك استجاب لطلبه تحت تأثير المخدرات، كما قال، و ذهب الى الولدين اللذين وجدهما يلعبان مع الجراء، حيث طلب منهما أن يرياه عمارات الوحدة الجوارية 17، و هو مطلب استجاب له الطفلان البريئان بكل عفوية، حيث و بمجرد وصولهم لباب العمارة ألهاهم بالحديث الى ان وصوا الى باب المنزل و اراد الطفلان العودة غير انهم وجدوا مامين في انتظارهم حيث تظاهر هذا الأخير انه لا يعرف طريق العودة و قال للمتهم كاتاستروف اعطني أمانتي في اشارة منه الى ضرورة استدراجهما الى الداخل، و هو ما تم بالفعل حيث ظلا يتبادلان معهما اطراف الحديث الى ان طلب كاتساتروف من مامين أن يخلي سبيل الطفلين لكنه رفض، قبل ان يخرج لشراء الأكل و لدى العودة وجد مامين قد اعتدى عليهما، دون أن يعتدي عليهم هو، كما صرح بأن الطفلين سمعا صراخا السكان خلال عملية البحث عنهما لكنه قال لهم بأن ذلك ليس سوى شجارا، مدعيا بانه طلب من مامين تركهما يذهبان لكنه رفض, مضيفا بأنه كان ينوي التبليغ عن الجريمة. أما المتهم «مامين» فقد أنكر هو الآخر جميع ما نسب اليه و قال أن ما صرحه به «كاستروف» ضده كان بغرض الانتقام منه بعد أن اعتدى عليه جنسيا، بالرغم من اعترافه خلال مراحل التحقيق باقترافه الجرم بغرض اشباع نزواته. و بمجرد النطق بالحكم تعالى صوت والدة هارون التي طالبت بالتنفيذ الفعلي لعقوبة الاعدام و تعميمها على المتهمين الثلاثة، كما بدا والد ابراهيم متوترا بعد منعه من دخول الجلسة و سادت حالة من التوتر داخل المحكمة التي احيطت بتعزيزات أمنية مشددة و تقرر اخراج المتهمين منها بسرعة من الباب الخلفي دون أن يمنع ذلك عشرات المواطنين من توجيه وابل من الشتائم للمتهمين، أما دفاع الضحايا فقد اعتبر الحكم عادل و قال أنه سيعمل على رفع التجميد عن عقوبة الاعدام خصوصا في مثل هذه الجرائم .