أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها من أعمال العنف التي تشهدها مصر بعد مقتل وإصابة العشرات من مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في مواجهات مع قوات الأمن. وحض وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل كافة الأطراف في مصر على ضبط النفس معربا عن قلقه الشديد من العنف الدائر في البلاد. أما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فقد وصف الوضع في مصر باللحظة الحرجة والمحورية داعيا السلطات المصرية إلى احترام حرية التجمع السلمي وحرية التعبير. وبحث هاغل مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي في مكالمة هاتفية تطورات الأوضاع عقب مقتل عشرات من مؤيدي مرسي بعد مظاهرات حاشدة دعا إليها السيسي لمنحه تفويضا للقضاء على "العنف والإرهاب". وقال كيري إنه تحدث الى مسؤولين على مستوى عال بالحكومة المؤقتة في مصر وهما نائب الرئيس محمد البرادعي ووزير الخارجية نبيل فهمي للتعبير عن "القلق البالغ من اراقة الدماء والعنف في القاهرةوالاسكندرية على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية والذي أودى بحياة عشرات المتظاهرين المصريين وإصابة أكثر من ألف شخص". وقال جورج ليتل، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان، "تعتقد الولاياتالمتحدة أن الفترة الانتقالية التي تمر بها مصر يجب أن تشمل جميع الاطياف وعدم تسييس عمليات الاعتقال والاحتجاز واتخاذ خطوات جادة نحو وقف حمامات الدم". واتهمت جماعة الإخوان المسلمين قوات الأمن المصرية باطلاق النار على متظاهرين تجمعوا قبل الفجر في محيط نصب تذكاري للجيش المصري بالقرب من اعتصام دائم لهم عند مسجد رابعة العدوية في ضاحية مدينة نصر شمال شرق القاهرة في ما سمي ب "أحداث المنصة". "أهداف سياسية" وقال المتحدث باسم الاخوان المسلمين أحمد عارف إن 66 شخصا قتلوا في حين توفي 61 آخرون "إكلينيكيا" وتم وضعهم على أجهزة الإعاشة" مؤكدا أن اجمالي القتلى بلغ 127 شخصا على حد قوله. في المقابل، أفادت وزارة الصحة المصرية بأن عدد قتلى الاشتباكات 65 شخصا إضافة الى تسعة أشخاص آخرين لقوا حتفهم في أعمال العنف التي شهدتها الاسكندرية ثانى أكبر مدينة في مصر مساء الجمعة. واتهم وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم جماعة الاخوان المسلمين بالمبالغة في عدد القتلى لتحقيق اهداف سياسية ونفى ان تكون الشرطة قد استخدمت الرصاص الحي. وقال ابراهيم ان سكانا يعيشون بالقرب من منطقة رابعة العدوية اشتبكوا مع محتجين في الاعتصام في الساعات الاولى من الصباح بعد ان قطعوا كوبري السادس من أكتوبر الحيوي. وأضاف ان الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع في محاولة لفض الاشتباك. لكن كوانتين سومرفيل مراسل بي بي سي في مصر قال إنه بالنظر إلى أعداد القتلى وحالة الجرحى فإن هذه الرواية قد تكون غير صحيحة. "مبادرة" وأدان أحمد الطيب شيخ الأزهر في بيان اللجوء للعنف، مؤكداً أنه لا بديل عن الحوار إلا الدمار. في سياق متصل، طرح مفكرون اسلاميون مبادرة للخروج من المأزق الراهن ترتكز على عودة العمل بالدستور المعطل، وتفويض الرئيس المعزول سلطاته كاملة لوزارة مؤقتة تتولى تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية، ثم إجراء تعديلات دستورية. لكن جماعة الإخوان المسلمين قالت إنها لن تبدي رأيا في المبادرات المطروحة على الساحة إلا بعد التشاور مع التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذي يضم أحزاب وتيارات ذات توجهات اسلامية، من أجل ضمان إسقاط ما أسمته ب"الانقلاب العسكري". كانت مظاهرات حاشدة بمشاركة مئات الألاف من المصريين خرجت إلى الشوارع استجابة لدعوة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي في مظاهرات حاشدة في ميداني التحرير والاتحادية تحت شعار "جمعة التفويض" أو "لا للعنف والإرهاب".