أنا خائف من عدم قدرتي على الصيام ليس لشيء وإنما فقط للعطش الذي أعاني منه حتى في باقي أيام السنة وخاصة عند اشتداد الحرارة. هل يمكنني تفادي العطش في هذا الشهر المبارك الذي ستكون فيه الحرارة في أشدّها وفي أقصى درجاتها؟ إن الماء ضروري للحياة وبفضله ينشط الجسم وأعضاؤه وتقوى العضلات والعظام وتتم عملية الهضم. يبدأ يحس الإنسان بالعطش عند افتقاد جسمه لحوالي 2% من الحجم الإجمالي للماء فقط، هذا ما يبيّن مدى أهمية الماء لجسم الإنسان. إن للإحساس بالعطش سببان هما، أولا جفاف مخاطي الفم والحنجرة واللسان. وثانيا جفاف المعدة هذا ما يؤدي إلى ظهور أعراض شتى كالعياء والفشل وصعوبة الكلام وحتى البلع ثم القلق والنرفزة وافتقاد السيطرة على نفسيته وسلوكاته، ويزداد الإحساس بالعطش أكثر فأكثر إذا بقي الشخص دون ماء، وهذا الأمر يؤدي إلى اضطرابات عضوية ووظيفية، حيث يتراجع نشاط الأعضاء الداخلية كالغدد والقلب والكبد والكلى،... ثم العضلات وتجف البشرة ويليه إتلاف التوازن ما بين المياه والأملاح المعدنية نتيجة الاجتفاف داخل الخلايا أو خارجها أو الاثنين مع بعض لتفادي العطش وخاصة أثناء اشتداد الحرارة، أين يفتقد الجسم للماء بسرعة أكبر عبر التعرق. ولتفادي ذلك، يجب أولا تناول الماء في السهرة بكميات معقولة دون الإكثار، وعند السحور الذي يبقى ضروريا للحفاظ على رطوبة المعدة ومخاطي الفم واللسان والذي يساهم في تمييه الجسم طوال النهار، ثم يجب اجتناب ما يفقد الجسم لمائه بكميات معتبرة، كالأكل المالح والسكريات أو التعرض للحرارة أو إجهاد النفس بالحركة والنشاط وإكثار الكلام..إلخ.