دفع سوء توزيع مياه الشرب والتذبذب في التموين بهذه المادة الحيوية في العديد من مناطق الوطن إلى خروج المواطنين عن "صبرهم"، واللجوء إلى الشارع للاحتجاج على هذا الوضع الذي يتزامن في كل مرة مع انقطاع التيار الكهربائي، لا سيما في فصل الحر وأيام الشهر الفضيل. ❊ في تيزي وزو أقدم سكان حي أزاغار ببلدية يلولة أومالو بدائرة بوزقان أمس، على غلق مقر وكالة مؤسسة الجزائرية للمياه بعزازقة احتجاجا على ندرة الماء. واستنادا لمصادر محلية، فإن سكان هذا الحي الذي يبعد عن مقر البلدية بحوالي 7 كم يعانون من العطش، وكل مساعيهم لتزويدهم بالمياه باءت بالفشل. وسبق لسكان أزاغار أن رفعوا شكواهم للسلطات المعنية والتي أنجزت شبكة لتوزيع الماء لفائدة سكان هذا الحي منذ حوالي 6 سنوات، ورغم أن الأشغال قد انتهت منذ حوالي سنة لكن ولأسباب تبقى مجهولة لم يتم بعد تشغيل الشبكة، ليبقى السكان يعانون العطش في عز الصيف. وكشفت مصادر محلية أن ممثلي الحي عقدوا اجتماعا بمقر دائرة بوزقان بحضور كل الأطراف المعنية بالمشكلة لوضع حد لمعاناة عمرها 6 سنوات مع العطش، مع الإشارة إلى أن هنالك من القاطنين بأزاغار من يمارسون أنشطة فلاحية في ظروف جد قاسية بحكم ندرة الماء. هذا وقد حاولنا الاتصال هاتفيا بالمكلف بخلية الاتصال بمؤسسة الجزائرية للمياه بتيزي وزو لكن دون جدوى. وفي الطارف توجه أمس سكان قرية مرادي الجبلية إلى بلدية زريزر حيث أقدموا على غلق مقر البلدية وتطويقها بلافتات منددة ب “الوعود الكاذبة” للمسؤولين المحليين والسلطات الولائية. وحسب السكان وتأكيد المنتخبين المحليين فإن القرية التي تأوي قرابة 3 آلاف نسمة محرومة من مياه الشرب منذ أكثر من سنة، وتطرح أزمة عطش خانقة وحادة على مدار السنة أرهقت السكان وزادت من متاعبهم اليومية، وهم الذين يقفون في طوابير طويلة وعريضة للتزود بما تجود عليهم به حنفية جماعية تعود إلى الحقبة الاستعمارية والتي جفت هي الأخرى. وفي اتصال برئيس البلدية أوضح بأنه حاور السكان في انشغالهم الذي طرح الأسبوع الماضي أمام والي الولاية في اجتماع خصص لمياه الشرب، مضيفا بأن مصالح مديرية الري تأخرت كثيرا في إنجاز مشروع تجديد قنوات جر المياه ونقلها من الآبار الجوفية الجديدة بالمنطقة على أكثر من 2 كم تجاه خزان القرية بسعة 500 متر مكعب. وقال رئيس البلدية إنه طلب من مصالح مديرية الري تشغيل القناة القديمة والتي رغم تسرباتها إلا أنها تضمن توفير المياه كل 3 أيام وهو أفضل من توقيفها وانتظار مشروع لا يولد أمام “لعنة عدم جدوى الصفقات” التي تلاحق قطاع مديرية الري، وتأخر تسليم المشاريع أو عدم تشغيلها لأسباب مجهولة يكونان أكثر ضررا على السكان في موسم الحر. وفي خنشلة أقدم سكان الأحياء الشمالية لبلدية أنسيغة أمس على تنظيم حركة احتجاجية بسبب عدم تموينهم بالمياه الصالحة للشرب، مطالبين من المنتخبين ومسؤولي الموارد المائية ووحدة الجزائرية للمياه بالتدخل قصد إيجاد حل عاجل لمشكلتهم العالقة منذ سنوات. سكان أحياء 200 سكن والسكنات ذي الطابقين و50 سكنا، أكدوا أنهم ولسنوات ظلوا يوجهون رسائل وشكاوى لجل المسؤولين على عدم تموين السكان بالمياه الصالحة للشرب، ولكن هذه الشكاوى لم يتم أخذها بعين الاعتبار، ويحرم سكان الأحياء الشمالية من البلدية من المياه، ليضطر المواطنون إلى شن حركة احتجاجية أمام مديرية الموارد المائية ووحدة الجزائرية للمياه، حيث وعدهم مدير الوحدة بالبحث عن سبب عدم تموين بعض الأحياء في البلدية بالمياه، لكنه لم يف بوعده، ولم يزر السكان الذي أكدوا أنهم سيصعدون من الاحتجاج في الأيام القليلة القادمة إذا لم يتم حل هذا الإشكال. من جانب آخر أكد مصدر من بلدية أنسيغة أن مشكلة المياه في البلدية مطروحة وبحدة، حيث إن الكمية التي يمون بها السكان قليلة، كما أن الشبكة قديمة ومهترئة في بعض الأحيان، وقد تم طرح هذه الانشغالات على مديري الموارد المائية ووحدة الجزائرية للمياه للتدخل قصد إصلاح الأعطاب وزيادة كمية المياه ووقت إطلاقها، وقد وعدوا بأن يأخذ هؤلاء الانشغالات بعين الاعتبار، وسوف تنفرج الأزمة في الأيام القليلة القادمة. نفس الوضع تعرفه الكثير من بلديات العاصمة، حيث انقطع التزويد بالمياه الشروب مثلا عن بلدية الكاليتوس أكثر من 14 ساعة خلال 48 ساعة الأخيرة. وكان سكان دائرة بوقاعة بسطيف قاموا أول أمس بالهجوم على منزل رئيس الدائرة بعد أن رد عليهم عقب شكاواهم لانقطاع الماء عن حنفياتهم، أنه يشرب الماء المعدني. ”