تعهّد مدير الموارد المائية لولاية المسيلة (قارة علي الصالح) بالقضاء على أزمة العطش التي تضرب مدينة المسيلة في مدّة أقصاها عشرة أيّام، أي بعد دخول أربعة آبار جديدة حيّز الخدمة. وقد أرجع ذات المسؤول أسباب أزمة المياه إلى الكثافة السكانية والطلب الكبير على المادة الحيوية، بالإضافة إلى نقص المياه في بعض الآبار، وهو ما أدّى به إلى رفع التحدّي من أجل القضاء على العطش. وقد اتّسعت رقعة الاستياء من التذبذب الحاصل في التزوّد بالمياه الصالحة للشرب بمدينة المسيلة منذ حلول فصل الصيف لتشمل عشرات الأحياء والبلديات التي بات سكانها يطالبون بضرورة انتشالهم من هذه الأزمة بعد أن جفّت حنفياتهم وزادت من متاعبهم أيّام الشهر المبارك، موجّهين انتقادات لاذعة لمسؤولي الجزائرية للمياه على خلفية سوء تسيير الأزمة الحالية. أزمة الماء التي يعيشها سكان مدينة المسيلة أخذت في الاتّساع من يوم لآخر لتشمل بعض أحياء القطب الحضري الجديد وسط المدينة، على غرار التجزئات 2،4،5، و80 مسكنا بجوار المستشفى، حي الثقافة وغيرها، في وقت لا تغيب فيه المياه في بعض الأحياء الأخرى عن حنفياتهم وتزورها بانتظام، ما أثار العديد من التساؤلات عن سرّ تزويد أحياء بعينها في أوقات محدّدة ومعلومة وعدم تزويد البعض الآخر وهي كثيرة سوى في ساعات متأخّرة من اللّيل. ويعيب سكان الأحياء المتضرّرة من الأزمة الرّاهنة على مسؤولي الجزائرية للمياه عدم مبادرتها لتبرير الخلل الحاصل ولو من خلال إعلام المواطنين بموعد التوزيع في هذا الحي أو ذاك، لأخذ تدابيرهم وتفادي احتراق أعصابهم في حال الانتظار لموعد التوزيع. وما زاد من درجة الاحتقان عند هؤلاء عدم العثور على أيّ من المسؤولين في الكثير من المرّات قصد تلقّي إجابات شافية بخصوص انشغالاتهم التي تزامنت مع فصل الحرّ وشهر الصّيام، أين تزداد الحاجة إلى هذا المورد الحيوي. والأمر نفسه ينطبق على بقّية مناطق الولاية وبلدياتها، على غرار بلدية مقرة التي يعاني سكان قرية (أولاد منصور) من أزمة مياه خانقة منذ عدّة أيّام، الأمر الذي أثّر سلبا على ظروف معيشتهم وزاد من معانتهم اليومية، خاصّة وأننا نعيش شهر رمضان، وما زاد الأمر تعقيدا هو الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي تشهده المنطقة هذه الأيّام، حيث يضطرّون إلى اللّجوء إلى أصحاب الآبار الخاصّة من أجل جلب المياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى لجوء البعض منهم إلى اقتناء صهاريج المياه التي تعرف ارتفاعا كبيرا في الأسعار، خاصّة وأن القرية تبعد عن مدينة مقرة بحوالي 8 كلم. وقد أكّد رئيس بلدية مقرة على ضرورة أخذ كلّ التدابير لحلّ مشكل النّقص الحادّ في مياه الشرب عبر البلدية خلال هذه الأيّام، في حين أقرّ مدير الري لولاية المسيلة بوجود أزمة راهنة في الماء الصالح للشرب بعاصمة الولاية بالخصوص، وهي ناجمة حسبه عن زيادة الطلب مقابل نقص العرض، حيث لا يتجاوز إنتاج هذه المادة في الوقت الرّاهن 23 ألف متر مكعّب يوميا، وعلى هذا الأساس تمّ اتّخاذ إجراءات استثنائية تتمثّل في حفر أربعة آبار بمنطقة خباب وواحد بمزرير لرفع كمّية الإنتاج اليومي إلى 30 ألف متر مكعّب، مع تدعيم آبار تارمونت، على أن تدخل هذه الإنجازات حيّز الخدمة في غضون الأسبوع المقبل.