”لحسن أولاد علي” شاب كفيف لكنّه بصير، هكذا تقول الحكايات الّتي استقيناها من بعض سكان حي موساني بمدينة تندوف الذي يقطنه ”لحسن” منذ ولاته. بدأت حكاية ”لحسن” مع تحدي إعاقة فقدانه للبصر وتمكّنه من حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، حيث تعلّمه بمسجد حي موساني العتيق الذي كان وجهته المفضّلة والّتي يعرف كيف يصل إليها دون مساعدة لقدرته الفائقة على تذكّر المكان، سمة انفرد بها لحسن عن باقي أترابه ممن فقدوا حاسة البصر. تعلّم ”لحسن” القرآن الكريم في سن 15 وتحديدًا عام 1988م، إلى أن أكمل حفظ القرآن الكريم سنة 1991م، مع العلم أنّه حفظ القرآن بالسّماع فقط، وهو مؤشّر للذّكاء الّذي امتاز به هذا الكفيف. وفي بداية التسعينات من القرن الماضي التحق بمسجد الحي كمؤذّن متطوّع، وكان دائمًا باق على منهج القرآن وفعل الخير وارتياد المساجد الّذي تربطه معها علاقة أبدية. امتاز لحسن بخصال وشيم تنم عن ذكاء خارق وشخصية قويّة، ويقول أحد أقاربه الّذي التقيناه أنّه بمجرد أن تصافحه يسمّيك باسمك لإدراكه القوي. ويبقى لحسن نموذجًا لفئة من شباب تندوف الّذي لم تمنعه الإعاقة من إثبات ذاته داخل المجتمع وحتّى التّأثير فيه بقريحته الّتي عوّضت له نعمة البصر.