نقلت مجلة درشبيغل الالمانية عن وثائق سرية نشرت مؤخرا أن المستشار الألماني الاسبق هيلموت كول ناقش في عام 1982 خطة سرية مع مارغريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة لتقليص عدد الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا الغربية بنسبة 50 بالمئة. وذكرت الطبعة الالكترونية للمجلة الاخبارية أن مستشار ألمانيا الغربية المنتخب حديثا آنذاك تحدث مع ثاتشر عن الاقتراح في اجتماع عقد في بون في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 1982 وفقا للوثيقة الاصلية المدون بها ملاحظات الاجتماع والتي قالت المجلة انها ظلت سرية لمدة 30 عاما.وقال تقرير درشبيغل نقلا عن الملاحظات الواردة في الوثيقة: إن المستشار كول قال "سيكون من الضروري على مدى السنوات الأربع المقبلة خفض عدد الأتراك بنسبة 50 في المئة"، لكنه لا يستطيع أن يقول ذلك علنا.وأضافت ملاحظات الاجتماع "سيكون من المتعذر على ألمانيا ان تستوعب العدد الحالي من الأتراك". وانتخب كول مستشارا لألمانيا الغربية في الأول من تشرين الأول 1982.ولم يتسن الاتصال بأحد في مكتب كول للحصول على تعقيب.وكثيرا ما قال كول، الذي ظل مستشارا حتى 1998 وزعيما لحزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي المحافظ على مدى ربع قرن، أثناء فترة حكمه إن ألمانيا ليست بلدا للهجرة على رغم أن عدد المهاجرين ارتفع بشكل مطرد ويوجد الآن حوالى سبعة ملايين مهاجر في البلد البالغ عدد سكانه 82 مليون نسمة.ويعيش في ألمانيا الآن نحو ثلاثة ملايين شخص من أصل تركي وحصل الكثيرون منهم على الجنسية الألمانية بعد ادخال تغييرات على قواعد الهجرة بعد هزيمة حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي تحت قيادة كول امام الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يمثل يسار الوسط في عام 1998.وكانت ألمانيا الغربية قد دعت الكثير من الأتراك للمجيء إلى ألمانيا بدءا من عام 1961 للمساعدة في سد نقص في الايدي العاملة. وعلى مدى عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي وفد الى المانيا ايضا الكثير ممن اطلق عليهم "العمال الضيوف" من ايطاليا واليونان والبرتغال وتونس ويوغوسلافيا السابقة.وقالت درشبيغل إن كول أبلغ ثاتشر إن ألمانيا الغربية تريد إعادة مئات الآلاف من الأتراك إلى بلدهم.ووفقا للملاحظات البريطانية للاجتماع فإن كول قال "ألمانيا ليس لديها أي مشكلة مع البرتغال والإيطاليين وحتى القادمين من جنوب شرقي آسيا لأن هذه المجتمعات تندمج بشكل جيد... لكن الأتراك من ثقافة مختلفة جدا".