يبقى المقرئ زكريا سعيدي صاحب الصوت الشجي في قراءة القرآن الكريم، من القلائل الذّين تمكّنوا من حفظ كتاب الله وتجويده، ومواصلة الدراسة في الجامعة، فهو يرى أنّ قصّته مع القرآن الكريم قصّة حبّ، فقد أكمل حفظه في السنة السادسة عشرة من عمره، ولم يكتف بذلك، بل واصل الدراسة الجامعية في جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، أين نهل منها العلم الوفير في علوم القرآن. يقول ”زكريا” في تصريح ل”الخبر” أنّه بعد أن وفّقه الله تعالى لحفظ كتابه الكريم، التحق بجامعة الأمير عبد القادر، وتحصّل على شهادة الليسانس في العقيدة الإسلامية، ومن بعد يضيف ”نزلتُ بدمشق، أين نلتُ شهادة مكمّلة لشهادة الليسانس”، وعاد إلى الجزائر والتحق بمعهد أصول الدّين، وتحصّل على ماجستير في الفكر الإسلامي المعاصر، ويرى أنّ تمكّنه من حفظ القرآن الكريم كان بتحفيز من الوالدين الكريمين اللّذين شجّعاه على ذلك، وكانَا يقفان على مدى اهتمامه بالحفظ. وتعود علاقته بالقرآن الكريم، عندما تعلّم على يد مشايخ، منهم سماحي عبد اللطيف والمختار وخاصة الأساتذة الّذين قال عنهم ”إنّ فضلهم عليّ كبير وأخصّ بالذّكر الأستاذ أبو بكر كافي المدرّس حاليًا بجامعة الرياض بالمملكة العربية السعودية، ومحمد بوركاب الذي يملك أعلى سند في الجزائر في التّجويد، كما لم ينس زكرياء أن يؤكّد أنّه تأثّر في قراءة القرآن وتجويده بالمشايخ محمد الجهني، خليل الحصري، المغامسي والشيخ الشريم. ثم جاء الدور على بدايته في افتتاح الأمسيات القرآنية والحفلات الدينية والمشاركة في المسابقات القرآنية الّتي احتلّ فيها المرتبة الأولى على مستوى الولاية والثالثة على مستوى جامعة الأمير عبد القادر، وبالنسبة لمسابقة ”تاج القرآن” فقد أوضح لنا أنّه غاب عنها بسبب تواجده في دمشق، لكنّه عازم هذه المرّة على المشاركة فيها، وبعد تنقّل بين الكثير من المساجد لأداء صلاة التّراويح بمساجد أغادير، شتوان ومسجد سيّدي القاضي وهو يؤدّيها اليوم بمسجد سيدي أبي مدين، وكان قبل ذلك يؤم الطلبة في التّراويح بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة.