انطلق نهار أمس الملتقى الثاني للقرآن الكريم الذي يحتضنه مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة بمبادرة للجمعية الدينية للمسجد ومدرسة الشيخ عبد الحميد بن باديس للقراءات وتحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية الذي خص هذا الملتقى بعناية خاصة· مدير الشؤون الدينية بالولاية السيد يوسف عزوزة، أكد خلال تدخله أن مثل هذه المبادرات تعد لبنة أساسية وإسهاما في تكفل الدولة بالشاب ورعايته وصونه من الإنحراف والإنزلاق وتربية جيل محصن من شأنه المساهمة في بناء الوطن والوصول الى خير هذه الأمة· من جهته أكد الدكتور محمد بوركاب مدير مدرسة الشيخ عبد الحميد بن باديس للقراءات والمشرف العام على الملتقى، أن الهدف من وراء تنظيم مثل هذه التظاهرات الدينية والعلمية هو محاولة إعادة المجد، العزة والرفعة لهذه الأمة وإخراجها من التخلف والتبعية الى الريادة والسيادة، الدكتور بوركاب أضاف أن الطبعة الثانية للملتقى الدولي للقرآن الكريم والذي تحضره 5 دول اسلامية هي مصر، السعودية، سوريا، المغرب والجزائر سيكون تكملة للطعبة الأولى التي عنيت بإيضاح المقاصد والأهداف التي نزل من أجلها القرآن، حيث سيكون هذا الملتقى الذي جاء تحت شعار نحو منهج متكامل للتعليم القرآني، تبيين المناهج التي تُوصلنا الى تلك المقاصد حسب تأكيد نفس المتحدث الذي أثنى على دور السلطات المحلية في إنجاح هذه التظاهرة· الملتقى الذي جاء في شهر الله الحرام، وداخل بيت من بيوت الله، كان فرصة للتعريف بمناهج وطرق تعليم القرآن منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا هذا وعرف في افتتاحه تدخل الشيخ راجع كريم شيخ قراء الشام الذي ألقى كلمة نيابة عن الوفود المشاركة، حيث اعتبر أن القرآن هو الوطن الوحيد الذي يحبب العودة اليه، مؤكدا أن هذا الملتقى كان فرصة لجمع العلماء من مختلف الأقطاب فكان موحدا للعديد من الشعوب العربية الإسلامية ممثلة في شيوخها وعلمائها· شيخ قراء الشام الذي تأسف على وضع المسلمين في بعض البلدان وما يتعرضون له من طعن في كرامتهم وعزتهم، اعتبر أن الجزائر قطر عظيم لأنه يهتم بالقرآن، هذا القرآن مس نفس المتحدث الذي مكن الجزائريين من اخراج المستعمر الفرنسي وكان منهجا لعلماء هذا البلد على غرار ابن باديس والأمير عبد القادر، ليوجه الشيخ راجح نداءه في الأخير إلى الشباب مطالبا إياه بحفظ القرآن والعمل به في الحياة الدنيوية· الملتقى الدولي الثاني للقرآن الكريم سيكون فرصة للمهتمين بعلوم الدين للإطلاع عن قرب والإستفادة من مداخلات أسماء لامعة لعلماء أجلاء، 13 منهم من الجزائر و6 من خارجها· سيقدمون 20 محاضرة على مدى ثلاثة أيام بمسجد "الأمير عبد القادر" تدور حول تعليم القرآن بقواعده وضوابطه للكبار والصغار والنساء والتجارب المتميزة في التعليم القرآني وكذا الإعجاز التربوي في القرآن وأثره على بناء الجيل القرآني والمقارنة بين منهج الصحابة في القراءة والإقراء والأساليب والتقنيات الحديثة في التعليم القرآني·