يُعَد الأستاذ عبد الله بوركاب من أشهر مقرئي القرآن الكريم بولاية قسنطينة، وهو في هذا الحوار يروي لنا تجربته الشّخصية مع القراءة، ونظرته العامة لواقع القراءات القرآنية في الجزائر مقارنة بباقي الدول العربية. كيف يرى الأستاذ بوركاب واقع مقرئي القرآن في الجزائر مقارنة بنظرائهم في المشرق العربي؟ القراءات القرآنية في الجزائر قديمة قدم دخول الإسلام إلى هذا البلد، والجزائر تعنى بالقرآن كما تعنى بقراءاته، وهي لها قرّاء عظماء قديماً وحديثاً. ورغم مرور الجزائر بالاستعمار، إلاّ أنّ التعليم القرآني لم ينقطع، بدليل المدارس القرآنية الكثيرة المنتشرة عبر ربوع الجزائر. لكن، نجد أنّ صيت المقرئين المشارقة ذائع أكثر من الجزائريين، إلى ماذا يرجع هذا حسب رأيك؟ الميزة الّتي امتاز بها مقرئو الشرق عن مقرئينا هي استفادتهم من وسائل الإعلام في بلدانهم الّتي شهّرتهم، عكسنا نحن الّذين نحتقر ما بحوزتنا، والواجب علينا إظهارهم. ورغم هذا، فالجزائر لها مقرئين مشهورين على المستوى العربي، أمثال الشيخ النعيم النّعيمي الّذي استفاد منه علماء المشرق. ماذا يمكن أن يقول لنا الأستاذ بوركاب عن تجربته الشخصية مع القراءات؟ تجربتي مع القراءات انطلقت من الجزائر بعد تخرّجي من جامعة الأمير عبد القادر عام 1988م، حيث تعلّمت على أيدي أساتذة جزائريين كنور الدِّين صغيري. وبعدها، رحلتُ إلى سوريا، وقرأتُ على يد العلاّمة أبو الحسن الكردي الّذي عمّر قرناً من الزمن، حيث تعلّمتُ منه القراءات العشر للقرآن الكريم، وكذلك الشيخ عبد الكريم راجح، شيخ قرّاء الشام. ولكن، تبقى العبرة بالقبول الّتي أدعو الله أن يتقبَّل منّا. ما هي الرسالة الّتي يمكن أن يوجّهها الأستاذ بوركاب للشباب المسلم؟ رسالتي إلى الشباب الجزائري هي العودة إلى هويته، فالإنسان مخلوق وهو عبد الله الّذي أوجدنا من العدم، ومنحنا كلّ النِّعم، وحفظنا من كلّ سوء.