تعد لعبة “السيڤ” من أقدم الألعاب التقليدية التي تستهوي الكبار والصغار بمناطق ولاية الاغواط، سواء في البوادي أو في المدن، نظرا لروح التنافس التي تتطلبها هذه اللعبة التي تتحكم في نتائج الفوز فيها أو الخسارة قطع الأخشاب. وإذا كان الصغار قد هجروا هذه اللعبة مع مرور الزمن لظهور ألعاب أخرى أكثر جاذبية لهم، فإن الشيوخ مازالوا متشبثين بها يقضون بها أوقات فراغهم خاصة في شهر رمضان. وتبدأ اللعبة بتجمع الشيوخ في حلقة كل مساء في الأماكن الظليلة ويلتف حولهم عدد من الجمهور، ويتوزعون إلى مجموعتين تضم من شخصين إلى أربعة. وتعتمد هذه اللعبة على 6 قطع خشبية باطنها يكون أبيض وظاهرها أخضر أو أسود، وعلى مستطيل يتم رسمه وتوزيعه إلى ثلاث خطوط على الطول و12 خانة أو يزيد على العرض في شكل مستطيلات صغيرة. وتضع كل مجموعة قطع حجارة صغيرة مختلفة عن بعضها البعض في الخط الذي يليها، ويترك خط الوسط فارغا تتحرك فيه الحجارة. ويتم اعتماد القرعة لتعيين المجموعة التي تبدأ اللعبة، حيث يضم اللاعب القطع الخشبية الستة ثم ينثرها على الأرض، ولا يبدأ اللاعب بتحريك حجارته داخل الخط الفارغ إلا إذا تحصل على ضربة “السيڤ” وهو أن تأتي ثلاث قطع ظهرها إلى الأرض وثلاث قطع بياضها إلى الأرض أي العكس. وتبقى اللعبة تخضع للوضعيات التي تظهر عليها القطع الخشبية بعد نثرها ولكل حالة تسمية “سيڤ، عود، عوراء، لاربعة...”، وكل وضعية لها أفضلية على أخرى وتعطي اللاعب الحق في تحريك حجارته باتجاه خصمه والقضاء على عدد من حجارته، والذي يتمكن من القضاء أو “قتل” حجارة غيره يفوز باللعبة. وعادة ما يصاحب اللعبة الصراخ والجدال الحاد والتنافس الشديد، وهو ما يجد فيه اللاعبون والجمهور متعة تنسيهم مشقة الصيام.