الشرطة تقتل مسلحا وتعتقل خمسة آخرين في العاصمة تظاهر عشرات الآلاف من التونسيين في ميدان القصبة في العاصمة تونس، لإظهار دعمهم لحزب النهضة الذي يحكم البلاد، في مظاهرات وصفها راشد الغنوشي زعيم الحزب بأنها الأكبر في تاريخ تونس، حيث قدرت حركة النهضة أعداد المتظاهرين بأزيد من 200 ألف شخص. وفي استعراض لقوة الحشد أمام المعارضة التي تتظاهر، منذ أسبوع، لإسقاط الحكومة والمجلس التأسيسي، أكد راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة أن “أولئك الذين ظنوا أن بإمكانهم استيراد الانقلاب المصري، مخطئون”، وأضاف “نحن صدّرنا الثورة إلى مصر ولن نستورد الانقلاب منها”، في إشارة إلى عزل الرئيس مرسي. وقال الغنوشي أمام عشرات الآلاف من أنصاره احتشدوا، ليلة أمس الأول، “إذا أرادوا أن ننظم استفتاء غدا، فلننظم استفتاء غدا”، مشددا على أن المجلس الوطني “التأسيسي خط أحمر وتغيير رئيس الحكومة خط أحمر أيضا”. ورفع المتظاهرون شعارات ترفض الانقلاب وتدين الإرهاب وتدعو إلى الوحدة الوطنية والتمسك بشرعية المجلس التأسيسي. وقالت مراسلة بي بي سي نعومي شربل بول من تونس، إن “المتظاهرين يرفعون شعارات تدافع عن شرعية الحكومة وأن الحزب لن يتنازل عن الحكم”، وأضافت “هناك تواجد كثيف للشرطة في الميدان”. وقبل ساعات من التظاهرة، جدد رئيس الحكومة علي العريض رفضه الدعوات التي تطالب باستقالته وبحل المجلس الوطني التأسيسي، مؤكدا في مؤتمر صحافي استعداده لتوسيع الحكومة وإجراء انتخابات في 17 ديسمبر المقبل، وقال “نحن مستعدون لمناقشة كل المقترحات الخاصة بالحكومة، شريطة أن يكون هناك ضمان للتصدي المجدي لظاهرة الإرهاب والنهوض بالوضع الاقتصادي وتهيئة الظروف المثلى لإنهاء المسار الانتقالي في أفضل الظروف وفي أسرع الأوقات”. وفي أول رد للمعارضة، دعا أكبر فصيلين معارضين في تونس، بقيادة حمة الهمامي رئيس الحزب الشيوعي التونسي والباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس، إلى التظاهر بكثافة إلى حين حل الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي. أمنيا، قتلت الشرطة صباح أمس مسلحا واعتقلت خمسة آخرين ينتمون إلى التيار السلفي، بعد تبادل إطلاق النار في حي شعبي جنوبي العاصمة تونس، في حين واصل الجيش حملته على جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر بعد مقتل ثمانية جنود على يد مسلحين مجهولين قبل أيام. وفي سياق آخر، كشف مدير الأمن الوطني التونسي وحيد التوجاني، أول أمس، عن تمكن قوات الأمن من إحباط عملية اغتيال شخصية سياسية بارزة في البلاد، ليلة الجمعة، في مدينة “حمام سوسة”، على الساحل الشرقي للبلاد. ورجح مراقبون أن تكون الشخصية السياسية، كمال مرجان زعيم حزب المبادرة المعارض ووزير الخارجية الأسبق في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي.