جدد زعيم حركة النهضة في تونس راشد الغنوشي تمسكه بالشرعية الدستورية معتبرا المجلس الوطني التأسيسي ورئيس الحكومة علي العريض خطا أحمر. وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها أمام عشرات الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا في ساحة القصبة بالعاصمة في وقت تحتدم فيه الأزمة السياسية مع المعارضة المطالبة بحل الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي "البرلمان". ودعا الغنوشي المعارضة إلى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع إذا رغبت في تغيير الحكومة، مشددا على أن "التأسيسي خط أحمر وتغيير رئيس الحكومة خط أحمر أيضا". كما قال "أولئك الذين ظنوا أنه بإمكانهم استيراد الانقلاب المصري مخطئون"، في إشارة إلى عزل الجيش المصري للرئيس المنتخب محمد مرسي، مضيفا أن "المصريين إن لم يصبروا على مرسي -فرج الله كربه- أربع سنوات حتى تأتي الانتخابات، فإن التونسيين المعارضين للسلطة وللنهضة وللترويكا ليسوا محتاجين للانتظار أربع سنوات، بل عليهم أن ينتظروا أربعة أشهر فقط، وإذا أرادوا أن ننظم استفتاء غدا فلننظم استفتاء غدا". وقبل ساعات من المظاهرة -التي لبى نداء الالتحاق بها نحو 200 ألف شخص حسب حزب حركة النهضة، جدد رئيس الحكومة علي العريض رفضه الدعوات التي تطالب باستقالته وبحل المجلس التأسيسي، مؤكدا في مؤتمر صحفي استعداده لتوسيع الحكومة وإجراء انتخابات في 17 ديسمبر المقبل. وقال العريض إن الحكومة الحالية لديها خطة متكاملة لمكافحة الإرهاب، مشددا على أن مكافحته لا يمكن أن تكون مسؤولية جهة بعينها وإنما هي دور جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني بما فيها الإعلام والمؤسسات الدينية وأفراد المجتمع. كما أكد أن الحكومة لن تتساهل في تطبيق القوانين وتشديدها لبلوغ الأهداف على حد تعبيره. ومقابل مظاهرة مؤيدي الحكومة، واصل آلاف المعارضين في ساحة باردو أمام مقر المجلس التأسيسي احتشادهم الذي يشاركون فيه كل مساء بسبب الصوم في رمضان. كما أعلنوا أنهم يحضرون لمظاهرة حاشدة في ال6 من الشهر الجاري في ذكرى مرور ستة أشهر على اغتيال المعارض شكري بلعيد.